تخطو التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية خطوة متقدمة مع انطلاق محادثات رسمية في العاصمة الرياض بين وزير النقل والطيران المدني الصومالي محمد فرح نوح ونظيره السعودي صالح بن ناصر الجاسر، بهدف تعزيز التعاون في مجالات النقل الجوي والخدمات اللوجستية.
وخلال الاجتماع، ناقش الجانبان سبل تطوير البنية التحتية وتسهيل حركة التجارة والأفراد عبر إطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين، ما يُعد نقلة نوعية في التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية، خاصة في ظل سعي مقديشو إلى فتح أسواق جديدة وجذب استثمارات استراتيجية.
وقال الوزير الصومالي في تصريح صحفي عقب اللقاء إن “المباحثات كانت مثمرة ومبنية على رؤية مشتركة لمستقبل النقل الجوي في المنطقة”، مضيفًا أن الطرفين اتفقا على تشكيل لجنة فنية مشتركة لمتابعة تنفيذ ما تم التوصل إليه واستكشاف فرص استثمار جديدة في مجالات الطيران والخدمات اللوجستية.
التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية والتكامل الإقليمي

تأتي هذه المباحثات ضمن توجه أوسع لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية، إذ تسعى الحكومة الصومالية إلى بناء شراكات قوية مع دول الخليج لتمويل مشاريع النقل والموانئ وتطوير قطاع الطيران، الذي يُعد من الركائز المهمة للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.
وبحسب مصادر اقتصادية، فإن تأسيس خطوط طيران مباشرة بين مقديشو وجدة أو الرياض سيُسهم في تنشيط التبادل التجاري والسياحة الدينية، خاصة مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين الصوماليين سنويًا، ما يعكس عمق التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية وأثرها الاجتماعي والثقافي في آن واحد.
فرص استثمار واعدة في قطاع النقل

ويُتوقع أن تفتح الاتفاقات المبدئية الباب أمام الشركات السعودية للاستثمار في قطاع الطيران والموانئ الصومالية، لا سيما في ظل الاهتمام المتزايد من القطاع الخاص الخليجي بدعم مشاريع البنية التحتية في القرن الأفريقي. كما يهدف التعاون الجديد إلى تطوير الممرات الجوية وتسهيل حركة البضائع، وهو ما يُعزز التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية على أسس عملية ومستدامة.
وتُعد السعودية واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للصومال، خصوصًا في مجالات الصادرات الزراعية والثروة الحيوانية، وهو ما يجعل قطاع النقل الجوي عنصرًا أساسيًا في تطوير التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية وتحقيق التكامل في سلاسل الإمداد الإقليمية.
شراكة مبنية على التاريخ والمصالح المشتركة

وتاريخيًا، ترتبط مقديشو والرياض بعلاقات دينية وثقافية عميقة، غير أن المرحلة الحالية تمثل انتقالًا نحو شراكة اقتصادية أكثر تنظيمًا تستند إلى مشاريع ملموسة ومصالح متبادلة. ويؤكد خبراء الاقتصاد أن تعزيز التعاون في مجالات النقل والخدمات اللوجستية سيُسهم في ترسيخ التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية وتوسيعها لتشمل قطاعات أخرى مثل الطاقة والموانئ.
تعرف المزيد: التعاون التجاري بين الصومال ومصر في منتدى أسوان.. 3 محاور جديدة للتعزيز

إن التطور الأخير في التعاون الاقتصادي بين الصومال والسعودية يعكس إرادة سياسية مشتركة لإعادة تعريف التعاون الإقليمي على أساس المصالح الاقتصادية والتنموية. وبينما تواصل الصومال مساعيها لجذب الاستثمارات الخارجية، تبرز المملكة العربية السعودية كشريك استراتيجي قادر على دعم النمو والتكامل الاقتصادي في المنطقة.