تتصاعد وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل في مشهد معقد يشهد تداخلًا سياسيًا وعسكريًا، حيث تتباين الرسائل الصادرة من طهران بين التمسك بحق الرد ونفي نية توسيع رقعة الحرب، وسط اتهامات مباشرة للولايات المتحدة بالمشاركة في العدوان.
التصعيد بين إيران وإسرائيل..طهران: لسنا من بدأ الحرب
في مقابلة صحفية، أوضح الدكتور حسين رويوران، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، أن بلاده لم تكن تسعى للحرب، لكن الهجمات الإسرائيلية فرضت عليها المواجهة، لافتًا إلى أن إيران سلكت طريق الحوار قبل أن تتعرض لهجوم مباشر.
ورغم اعترافه بالخسائر البشرية والمادية، شدد رويوران على أن إيران ستواصل الدفاع عن نفسها، واصفًا الموقف الأميركي بأنه “أضغاث أحلام” لن تتحقق، وفق تعبيره.
ترامب يتحدث عن سلام قري”
وفي تصريح مفاجئ، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن إمكانية التوصل إلى سلام قريب بين إيران وإسرائيل رغم التصعيد بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى وجود اتصالات نشطة تهدف لاستعادة التهدئة.
وفي منشور عبر منصة “تروث سوشيال”، دعا الطرفين إلى اتفاق يحقق الاستقرار في المنطقة.
لكن رويوران رفض الفكرة تمامًا، مؤكدًا أن إيران لا تعترف بإسرائيل ولن تتفاوض معها، واصفًا إسرائيل بأنها “نظام استيطاني عنصري”.
خسائر بشرية في إسرائيل إثر الهجمات الإيرانية
ميدانيًا، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على تل أبيب وحيفا أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 92 آخرين، إلى جانب 4 مفقودين، في واحدة من أوسع الهجمات التي شهدتها إسرائيل مؤخرًا خلال التصعيد بين إيران وإسرائيل.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن بعض المباني في تل أبيب انهارت نتيجة صواريخ إيرانية، مما أدى إلى سقوط إصابات خطيرة.
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن الهجمة الأخيرة استخدمت أسلوبًا جديدًا أربك الدفاعات الإسرائيلية.
وبذلك، يرتفع إجمالي القتلى الإسرائيليين منذ بدء الهجمات الإيرانية إلى 22 قتيلاً.
الأردن يرفض أن يكون ساحة حرب
من جهته، أكد الوزير والدبلوماسي الأردني السابق مهند مبيضين، أن الأردن لن يسمح باستخدام مجاله الجوي أو أراضيه لأي نشاط عسكري خلال التصعيد بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن سقوط شظايا ومسيرات إيرانية على الأراضي الأردنية يمثل “انتهاكًا غير مقبول”.
وأوضح مبيضين في تصريح صحفي أن إيران تسعى للتوسع عبر وكلائها الإقليميين، لكن الأردن يرفض التورط في أي صراع خارج حدوده.
مفاوضات نووية مؤجلة.. وجغرافيا لا تخدم إيران
حول فرص استئناف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، أكد مبيضين أن التصعيد بين إيران وإسرائيل العسكري، يعقّد فرص الحوار، مشيرًا إلى أن الضربات الإسرائيلية أضعفت الموقف التفاوضي لطهران، خاصةً بعد تراجع نفوذ أذرعها الإقليمية.
وشدد مبيضين على أن إسرائيل تمتلك تفوقًا جويًا واضحًا، فيما تعتمد إيران على هجمات بعيدة المدى لم تحقق تأثيرًا كبيرًا حتى الآن.
تحذيرات من تصعيد أوسع
وفي السياق ذاته، أشار كل من رويوران ومبيضين، إلى أن إيران لم تستخدم حتى الآن قدراتها الصاروخية القصوى، فيما حذّر مراقبون من أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى حرب إقليمية يصعب احتواؤها.
وفي ختام تصريحاته، قال رويوران إن إيران لم تُظهر بعد كل أوراقها، ملمّحًا إلى امتلاكها صواريخ متقدمة قد تُغيّر مسار المواجهة في حال استمرار العدوان الإسرائيلي.
من جانبه، رأى مبيضين أن إسرائيل تسعى لاستخدام الحرب لتعزيز وحدتها الداخلية وفرض معادلات سياسية وعسكرية جديدة في المنطقة.
تعرف المزيد على: بونتلاند تعلن: 98% من جبال علمسكاد خالية من داعش
نحو تهدئة مشروطة؟
رغم كل المؤشرات الميدانية خلال التصعيد بين إيران وإسرائيل، يرى مراقبون أن إمكانية التهدئة لا تزال قائمة، لكنها مرهونة بتوافق دولي حقيقي وإعادة بناء الثقة بين الأطراف، في وقت يراهن فيه كل طرف على صبر خصمه.