التصعيد الإسرائيلي في لبنان، في مؤشر خطير على انتقال الصراع من الضربات المتقطعة إلى التصعيد الواسع، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنان، الخميس، بزعم منع حزب الله من إعادة التسلح، في خطوة تؤكد أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان دخل مرحلة غير مسبوقة قد تهدد استقرار المنطقة بأكملها.
انتقادات دولية وتحذيرات من اليونيفيل

قوبلت الغارات الإسرائيلية الأخيرة بإدانات من الأمم المتحدة، حيث وصفت القوة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) ما حدث بأنه “انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن رقم 1701″، محذّرة من أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان يعرّض المدنيين للخطر ويقوّض أي أمل في الحلول الدبلوماسية.
ودعت اليونيفيل إلى وقف فوري للهجمات، مطالبة جميع الأطراف اللبنانية بعدم الرد بما قد يشعل فتيل الحرب مجددًا.
اتفاق وقف إطلاق النار تحت الاختبار

تتهم إسرائيل الحكومة اللبنانية بعدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر الماضي، والذي أنهى قتالًا دام 13 شهرًا. وبموجب الاتفاق، كان من المفترض أن يتوقف الطرفان عن إطلاق النار، وأن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية. غير أن تل أبيب ما زالت تحتفظ بخمسة مواقع داخل لبنان، ما يزيد من توتر الأوضاع ويغذي التصعيد الإسرائيلي في لبنان.
نزع سلاح حزب الله محور الأزمة
القناة الثانية عشرة الإسرائيلية كشفت أن إسرائيل سلّمت واشنطن “إثباتات” تفيد بأن الجيش اللبناني لا يمنع إعادة تسلح حزب الله، فيما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت تدريبات ميدانية للحزب بدعم من بعض عناصر الجيش اللبناني.
وبحسب التقارير، منحت إسرائيل الحكومة اللبنانية مهلة محدودة لنزع سلاح حزب الله، وإلا ستبدأ عملية هجومية واسعة، في تطور يعمّق التصعيد الإسرائيلي في لبنان ويهدد بانهيار الهدنة الهشة.
تهديدات تمتد إلى بيروت
لم تتوقف التهديدات عند الجنوب اللبناني، إذ حذّرت إسرائيل من أن عملياتها العسكرية قد تمتد إلى العاصمة بيروت في حال عدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية أن “الجيش الإسرائيلي مستعد لرد من حزب الله، لكن الثمن سيكون باهظًا”، في تأكيد إضافي على تصاعد مستوى التصعيد الإسرائيلي في لبنان.
“الغارديان”: غارات غير عادية وتحذيرات بالإخلاء

صحيفة “الغارديان” البريطانية وصفت غارات الخميس بأنها “غير عادية” من حيث شدتها، مشيرة إلى أنها سبقتها تحذيرات بالإخلاء. وأضافت أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان جاء بعد ساعات من رسالة وجهها حزب الله إلى القيادة اللبنانية، أكد فيها التزامه بوقف إطلاق النار مع احتفاظه بـ”الحق المشروع في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي”.
الحكومة اللبنانية تحت ضغط متزايد
أكدت الحكومة اللبنانية التزامها بنزع سلاح حزب الله وحصر السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى أنها نزعت 85% من مخابئ الأسلحة في الجنوب، وتسعى لإتمام العملية بنهاية العام. لكن صحيفة “الغارديان” نقلت عن مصادر دبلوماسية أن التصعيد الإسرائيلي في لبنان يمارس ضغوطًا كبيرة على بيروت، وأن الإسراع في نزع السلاح قد يشعل أزمة داخلية تهدد الاستقرار.
استهداف “قوة الرضوان”
مصادر إسرائيلية قالت إن الغارات استهدفت تحديدًا وحدة “قوة الرضوان” التابعة لحزب الله، في محاولة لمنع الحزب من إعادة بناء قدراته العسكرية. وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إن بلاده ستواصل القصف “لمنع تموضع حزب الله قرب الحدود”، ما يضيف بعدًا جديدًا لـ التصعيد الإسرائيلي في لبنان الذي بات يتخذ طابعًا هجوميًا معلنًا.
العقوبات الأميركية تواكب العمليات
بالتزامن مع القصف، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد بتهمة نقل أموال من إيران إلى حزب الله، معتبرة أن هذه التحويلات تموّل “أنشطة إرهابية”. ورأى محللون في واشنطن أن التنسيق الأميركي الإسرائيلي يهدف إلى إضعاف الحزب من الداخل والخارج، في سياق أوسع من التصعيد الإسرائيلي في لبنان الذي لم يعد محصورًا بالميدان العسكري فقط.
تعرف المزيد: العلاقات الصومالية الأوكرانية تفتح صفحة جديدة.. ولكن ما الذي تخفيه التفاصيل؟
تحليلات “فورين بوليسي”: الحرب قد تتسع
مجلة “فورين بوليسي” الأميركية نشرت تحليلًا أشار إلى أن إضعاف حزب الله يتطلب استهداف شبكاته المالية بالخارج وليس فقط قواعده في لبنان، معتبرة أن استمرار التصعيد الإسرائيلي في لبنان قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية أوسع يصعب السيطرة عليها.
