تستعد العاصمة الصومالية لاستقبال حدث ديمقراطي تاريخي مع انطلاق الانتخابات المحلية في مقديشو رسميًا في 30 نوفمبر 2025، بحسب ما أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والحدود اليوم 24 أكتوبر 2025، عقب استكمال عملية تسجيل الناخبين.
أكثر من 900 ألف ناخب يستعدون للتصويت

كشف رئيس اللجنة، عبد الكريم أحمد حسن، في تصريحات للتلفزيون الوطني الصومالي، أن 918,890 مواطنًا أكملوا تسجيلهم بنجاح في إدارة منطقة بنادر، مؤكدًا أن هذا الرقم يعكس “إرادة قوية للمشاركة السياسية بعد سنوات من الاعتماد على النظام العشائري”.
وأوضح أن اللجنة تعتبر الإقبال المرتفع خطوة إيجابية نحو ترسيخ الممارسة الديمقراطية في العاصمة، تمهيدًا لتنفيذ نموذج سياسي حديث من خلال الانتخابات المحلية في مقديشو.
الشباب في مقدمة المشهد الانتخابي

وأشار حسن إلى أن 69% من الناخبين المسجلين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، ما يعكس الدور الحاسم للشباب في رسم مستقبل البلاد.
وأضاف أن الانتخابات المحلية في مقديشو ستكون بمثابة اختبار لقدرة الجيل الجديد على قيادة التغيير السياسي في الصومال، في ظل زيادة الوعي السياسي والرغبة في تجاوز القوالب التقليدية للتمثيل العشائري.
تمثيل نسائي متزايد في المشهد الديمقراطي

أظهرت بيانات اللجنة أن 38% من الناخبين المسجلين من النساء، وهو ما وصفه حسن بأنه “تقدم مشجع نحو شمول أوسع وتمكين سياسي حقيقي للمرأة الصومالية”.
ويرى مراقبون أن الانتخابات المحلية في مقديشو قد تفتح الباب أمام مشاركة نسائية أوسع في صنع القرار، خاصة بعد النجاحات التي حققتها النساء في المجالس المحلية ومبادرات المجتمع المدني.
تعددية حزبية ناشئة رغم الانقسامات السياسية
وأكد رئيس اللجنة أن 14 جمعية سياسية تم تسجيلها رسميًا حتى الآن، في خطوة تهدف إلى تعزيز نظام التعددية الحزبية.
وقال حسن: “عملية تسجيل الجمعيات مستمرة، ونأمل أن تسهم الانتخابات المحلية في مقديشو في إرساء منافسة حزبية شفافة تُمثل مختلف شرائح المجتمع”.
مقاطعة من ولايتي بونتلاند وجوبالاند

في المقابل، أعلنت جماعات المعارضة، بما في ذلك ولايتا بونتلاند وجوبالاند، مقاطعتها للعملية الانتخابية، متهمة الحكومة الفيدرالية بإدارة الانتخابات المحلية في مقديشو بشكل أحادي ومن دون توافق وطني.
ورغم ذلك، شددت اللجنة الوطنية على التزامها بالحياد والاستمرار في تنظيم انتخابات حرة تعبر عن إرادة سكان العاصمة.
التركيز على الأمن والتوعية قبل موعد الاقتراع
وأوضحت اللجنة أن أولوياتها الحالية تشمل الانتهاء من الترتيبات اللوجستية وتأمين مراكز الاقتراع، إلى جانب برامج تثقيف الناخبين لضمان فهمهم الكامل لآليات التصويت.
وأكدت أن نجاح الانتخابات المحلية في مقديشو يعتمد على تعاون الجهات الأمنية والمجتمعية لضمان عملية انتخابية سلمية وشفافة تعكس التحول نحو الديمقراطية المباشرة في الصومال.
تعرف المزيد: أفضل شركة طيران في العالم 2025: الإمارات ترفع معايير السفر الفاخر عالميًا
مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في مقديشو، تترقب الأنظار تجربة قد تشكل نقطة تحول في مسار السياسة الصومالية، حيث يجتمع الشباب، والنساء، والأحزاب الجديدة في اختبار حقيقي لقدرة العاصمة على بناء نموذج انتخابي يعبر عن صوت المواطنين ويؤسس لديمقراطية مستدامة.
