مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026، أعلنت حكومة بونتلاند أن رئيسها سعيد عبد الله دني سيخوض المنافسة للمرة الثانية على منصب رئيس جمهورية الصومال. الإعلان لم يكن مجرد خطوة سياسية عابرة، بل إشارة واضحة إلى أن بونتلاند تنوي لعب دور محوري في رسم مستقبل البلاد، تمامًا كما فعلت في محطات تاريخية سابقة.
دني والمشهد السياسي الصومالي: رسالة تتجاوز بونتلاند

إعلان ترشح دني يفتح الباب أمام أسئلة كبرى حول مستقبل النظام الفيدرالي. فالعلاقة المتوترة بين بونتلاند والحكومة الفيدرالية في مقديشو لطالما شكلت عقبة أمام بناء دولة قوية وموحدة علي مر السنين. إن ترشح دني يعني أن الولاية شبه المستقلة تريد إيصال صوتها إلى قلب السياسة الوطنية، خصوصًا أن بونتلاند كانت أول ولاية فدرالية تُعلن الحكم الذاتي عام 1998 وظلت لاعبًا رئيسيًا في إدارة الأزمات.
درس من انتخابات 2022: هل يتقدم دني خطوة للأمام؟

في انتخابات 2022، جاء دني في المرتبة الثالثة خلف الرئيس الحالي حسن شيخ محمود والرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو. تلك التجربة أكسبته خبرة في إدارة التحالفات داخل البرلمان الفيدرالي، وأظهرت أن لديه قاعدة دعم، وإن لم تكن كافية آنذاك لتحقيق الفوز. اليوم، ومع استمرار الأزمات السياسية والأمنية، يرى أن اللحظة قد تكون أنسب لإعادة المحاولة. السؤال المطروح: هل تضع الظروف الجديدة الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026 في متناوله هذه المرة؟
مقارنة بين المرشحين: ثلاثي يتنافس على قيادة البلاد

المنافسة المتوقعة ستكون بين ثلاث شخصيات بارزة:
- حسن شيخ محمود: يمتلك خبرة في إدارة الدولة، لكن يُنتقد لعدم تحقيق اختراقات كبيرة في ملف الأمن والاقتصاد.
- محمد عبد الله فرماجو: ما زال يحتفظ بقاعدة جماهيرية، خاصة في مقديشو، لكن فترته اتسمت بجدل سياسي واسع.
- سعيد عبد الله دني: يُقدم نفسه بصفته رجل الأمن والتنمية، مستندًا إلى حملة بونتلاند ضد داعش، وإلى تاريخ ولايته في الحفاظ على الاستقرار النسبي.
كل طرف لديه نقاط قوة وضعف، لكن تمايز دني يكمن في أنه يحاول الجمع بين سجل أمني قوي ورغبة في تعزيز النظام الفيدرالي، وهو ما قد يلقى صدى لدى البرلمان الذي سيصوت في الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026.

التاريخ يعيد نفسه: من عبد الله يوسف إلى دني
خطاب وزير إعلام بونتلاند الذي أعلن ترشح دني استحضر اسم الرئيس الأسبق عبد الله يوسف أحمد، الذي جاء من بونتلاند ليقود الصومال في وقت أزمة. هذا الربط ليس عفويًا، بل محاولة لإقناع الصوماليين أن بونتلاند لطالما تدخلت في لحظات حرجة لإنقاذ البلاد. واليوم، يُراد تقديم دني باعتباره الامتداد الطبيعي لذلك الإرث، في سياق انتخابات تعتبرها كثير من الأطراف نقطة تحول في تاريخ الصومال.
الشارع الصومالي.. مذبذب بين الترحيب والشكوك
ردود الفعل الشعبية على إعلان ترشح دني تباينت. فبينما يرى مؤيدوه أنه رجل المرحلة القادر على مواجهة التحديات الأمنية وبناء جسور الثقة بين الولايات والحكومة المركزية، يشكك آخرون في قدرته على توسيع نفوذه خارج بونتلاند. المزاج العام ما زال في حالة ترقب، خصوصًا أن البرلمان الفيدرالي هو صاحب الكلمة الفصل في الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026، وليس الشارع مباشرة.
الأمن كورقة انتخابية: دعاية أم إنجاز حقيقي؟

منذ نوفمبر 2024، تقود بونتلاند عملية عسكرية واسعة ضد مقاتلي تنظيم داعش في جبال بري، أطلق عليها اسم “هيلاك”. نجاح القوات الإقليمية في استعادة بلدات ومناطق جبلية، بمساندة من الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة والإمارات، أصبح شعارًا انتخابيًا لدني. السؤال هو: هل سيتحول هذا الإنجاز العسكري إلى مكسب سياسي؟ أم سيُعتبر مجرد دعاية لا تكفي لإقناع النواب خلال الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026؟
بونتلاند في قلب التوازنات

اللافت أن بونتلاند لم تكتفِ بالحملة العسكرية، بل وظفت خطابًا سياسيًا ينتقد الحكومة الفيدرالية، خاصة في ما يتعلق بسياساتها في الهجرة. هذا يبرز التوتر بين المركز والأقاليم، ويؤكد أن ترشح دني لا يمثل فقط طموحًا شخصيًا، بل أيضًا محاولة لإعادة صياغة العلاقة بين مقديشو والولايات.
تعرف المزيد: زيارة ماركو روبيو لإسرائيل بعد 5 أيام من الغارة على قطر وتصاعد الحرب في غزة
الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026.. هل يكون دني مناسب ؟
ترشح سعيد عبد الله دني يعكس لحظة فارقة في تاريخ الصومال. فهو يجمع بين طموح شخصي، وإرث سياسي لبونتلاند، وإنجازات أمنية توظف في سياق انتخابي حساس. ومع أن المنافسة في الانتخابات الرئاسية الصومالية 2026 لن تكون سهلة، إلا أن دني يدخلها هذه المرة بخطاب أقوى ورسائل متعددة الأبعاد، ما يجعله واحدًا من أبرز المرشحين لرئاسة البلاد.