دخلت الولايات المتحدة يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025 في الإغلاق الحكومي الأمريكي رسميًا، بعد فشل الكونغرس والرئيس دونالد ترامب في تمرير مشروع تمويل الحكومة الفيدرالية. هذه الأزمة تأتي ضمن سلسلة من الأزمات المالية والسياسية التي شهدتها البلاد منذ عام 1980، حيث سجلت الولايات المتحدة 14 حالة إغلاق حكومي خلال العقود الماضية، من بينها أطول فترة إغلاق استمرت 35 يومًا بين عامي 2018 و2019 بسبب خلاف حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك.
لماذا يحدث الإغلاق الحكومي الأمريكي؟

يحدث الإغلاق الحكومي الأمريكي عندما يفشل الكونغرس في تمرير قانون التمويل قبل بداية السنة المالية الجديدة في 1 أكتوبر، نتيجة الخلافات السياسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. أبرز النقاط الخلافية تشمل تمويل الرعاية الصحية والدفاع، إذ يؤدي الجمود السياسي إلى توقف جزئي أو كلي لأنشطة الحكومة الفيدرالية.
الجانب الاقتصادي وتأثير الإغلاق على الأسواق

الإغلاق الحكومي الأمريكي يترك أثرًا كبيرًا على الاقتصاد المحلي والعالمي:
- توقف الإنفاق الحكومي يؤثر على ثقة المستثمرين في الأسواق المالية، ويضغط على سوق الأسهم الأميركية.
- الشركات الكبرى التي تعتمد على العقود الحكومية قد تواجه تأخيرًا في المدفوعات، ما يضع بعض المشاريع على المحك.
- الدولار والتجارة العالمية يتأثران بشكل مباشر، خصوصًا مع الشركاء الاقتصاديين لأمريكا في أوروبا وآسيا، ما يزيد من المخاطر على الاستقرار الاقتصادي الدولي.
الجانب البشري: موظفون بلا رواتب
يؤدي الإغلاق الحكومي الأمريكي إلى توقف عمل الوكالات غير الأساسية، وإحالة آلاف الموظفين إلى إجازة إجبارية بدون راتب.
الموظفون في مكاتب الضرائب، المتنزهات الوطنية، والمتاحف يعانون من التوقف المفاجئ، وتأثر دخلهم اليومي.
قصص حقيقية بدأت تظهر، مثل موظفة في متنزه يلوستون تقول: “لن أعرف كيف سأغطي نفقات الشهر القادم، فكل دخلنا متوقف حتى عودة العمل.
الخدمات والقطاعات الحيوية التي ستستمر أثناء الإغلاق

على الرغم من الإغلاق، بعض الخدمات ستستمر:
- المحققون في الـFBI، ضباط وكالة الاستخبارات المركزية، المراقبون الجويون، وأفراد القوات المسلحة سيواصلون مهامهم.
- برامج الإنفاق الإلزامي مثل الضمان الاجتماعي، خدمات “ميديكير” للمسنين، ورعاية المحاربين القدامى ستظل متاحة.
- البريد الأمريكي لن يتأثر لأنه ممول ذاتياً، وبعض المتاحف والمراكز الطبية ستبقى مفتوحة حتى 6 أكتوبر على الأقل.
- حالة المتنزهات الوطنية لم تُحسم بعد، مع تجارب سابقة للفوضى والتخريب أثناء الإغلاقات.
الصراع السياسي بين الجمهوريين والديمقراطيين
تتركز أزمة الإغلاق الحكومي الأمريكي في النزاع المستمر بين الحزبين:
الجمهوريون بقيادة ترامب يضغطون لإنهاء الإغلاق، مع الربط بمطالبهم السياسية مثل تمويل الجدار الحدودي.
الديمقراطيون يصرون على الحفاظ على تمويل برامج الرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين، وهو الملف الأكثر جدلية.
المشهد السياسي يعكس لعبة الضغط على موظفي الحكومة والشعب، مع تحميل كل طرف للطرف الآخر مسؤولية الإغلاق.
التاريخ والمقارنة: 14 حالة إغلاق منذ 1980

منذ عام 1980، شهدت الولايات المتحدة 14 حالة إغلاق حكومي، تتفاوت بين فترات قصيرة وأخرى طويلة:
أطول فترة كانت بين 2018 و2019، استمرت 35 يومًا بسبب خلاف على تمويل الجدار الحدودي.
كل حالة تحمل دروسًا حول تأثير الخلافات السياسية على الاقتصاد والمجتمع، وتؤكد أن احتمالات تكرار الإغلاق قائمة إذا استمر الجمود السياسي.
تأثير الإغلاق على الخدمات
متوقف: متاحف وطنية، متنزهات، ومكاتب إدارية غير ضرورية.
مستمر: الجيش، البريد، مراقبة الطيران، والأمن القومي.
الإغلاق يؤثر على السياحة الداخلية نتيجة إغلاق المتنزهات والمتاحف، ويؤخر الخدمات الأساسية للمواطنين.
تعرف المزيد: التعاون العسكري بين مصر والصومال: لقاء لتعزيز الشراكة ودعم الاستقرار الأفريقي
توقعات المستقبل القريب
مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، يبقى مصير ملايين الموظفين والشركات مرتبطًا بحل سياسي سريع:
السيناريوهات المحتملة تشمل استمرار الإغلاق لأيام أو أسابيع، ما يزيد الضغوط على الاقتصاد والأسواق.
أي اتفاق على الميزانية سيعيد فتح الوزارات تدريجيًا، ويخفف التأثير على الموظفين والخدمات الحيوية.