الإخوان المسلمين وحركة الشباب، في خطوة غير مسبوقة في شرق أفريقيا، أعلنت الحكومة الكينية رسميًا في 19 سبتمبر 2025 في نيروبي تصنيف الإخوان المسلمين وحزب التحرير كجماعات إرهابية، بموجب الإشعار القانوني رقم 157 المنشور في Kenya Gazette Supplement No. 157 تحت عنوان “The Prevention of Terrorism (Declaration of Specified Entities) Order, 2025”. لتصبح كينيا أول دولة في المنطقة تنضم إلى قائمة الدول التي وضعت الإخوان في خانة الإرهاب مثل مصر والسعودية والإمارات.
جاء هذا القرار ليضع الإخوان المسلمين وحركة الشباب في دائرة الخطر القانونية، ويعكس تصاعد جهود كينيا لمكافحة الإرهاب في شرق أفريقيا. كما يفتح الباب لنقاش عالمي حول العلاقة الأيديولوجية بين الإخوان المسلمين وحركة الشباب، التي لطالما أرهقت كينيا بالصراعات والهجمات.
يهدف هذا التقرير إلى تسليط الضوء على هذه العلاقة الأيديولوجية، واستعراض آثار الإخوان المسلمين وحركة الشباب على استقرار المدن، اقتصادياتها، وأمن المواطنين، مع التركيز على الخطر الممتد إلى المجتمع ككل، بما في ذلك النساء والأطفال.
1. الإخوان المسلمين: المنبع الأيديولوجي للإرهاب

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين المصدر الفكري الذي خرجت منه العديد من التنظيمات الإرهابية المعاصرة، بما في ذلك حركة الشباب. تقدم الجماعة خطابًا دينيًا مسيّسًا يبرر العنف، ويؤسس الأرضية الفكرية لتجنيد الشباب وتوجيههم نحو التطرف. لذلك، فإن مواجهة حركة الشباب لا يمكن فصلها عن مواجهة الفكر الإخواني نفسه، الذي يمثل السبب الجذري للتطرف في المنطقة.
2. ارتباط حركة الشباب بالإخوان المسلمين: أكثر من شعارات

ارتباط حركة الشباب بالإخوان المسلمين لا يقتصر على الشعارات، بل يظهر في الممارسات اليومية التي تهدد المجتمع. تستغل حركة الشباب الخطاب الإخواني لتبرير العنف ضد الأبرياء وتفكيك المجتمعات، ما يؤدي إلى تدهور الاستقرار، وزعزعة الأمن، وتأثير سلبي مباشر على الاقتصاد المحلي.
3. التجنيد والفكر الإخواني: مستقبل الشباب في خطر

تمنح الأفكار الإخوانية الغطاء الفكري لتجنيد الشباب، بينما تمثل حركة الشباب الأداة التنفيذية التي تستدرجهم إلى ساحات القتال. النتيجة هي خسارة الطاقات الوطنية وتدمير مستقبل أجيال كاملة، وهو تهديد طويل الأمد لبنية المجتمع والدولة.
4. استغلال النساء والأطفال: أثر الفكر الإخواني والممارسات الإرهابية
تتجاوز تأثيرات الإخوان المسلمين وحركة الشباب الشباب فقط، لتصل إلى النساء اللواتي يتعرضن للاستغلال والاستعباد تحت غطاء ديني زائف. تتفكك العائلات، ويُحرم الأطفال من التعليم والاستقرار، ليصبح المجتمع كله ضحية مباشرة للفكر والممارسة الإرهابية معًا.
5. شبكة التهديد الإقليمية: امتدادات مالية وفكرية

لا تعمل حركة الشباب بمعزل عن محيطها، بل تستفيد من امتدادات فكرية ومالية عبر الحدود، مستلهمة نموذج الإخوان المسلمين في بناء شبكات سرية. هذا يهدد استقرار شرق أفريقيا بأسره ويفتح ثغرات أمنية يمكن أن تستغلها جماعات متطرفة أخرى.
6. منظومة عالمية للتطرف: الإعلام والتمويل والفضاء الإلكتروني
يشكل كل من الإخوان المسلمين وحركة الشباب جزءًا من منظومة متشابكة عالميًا، تنقل التطرف عبر التمويل والإعلام والفضاء الإلكتروني. هذا التهديد يمتد إلى التجارة الدولية، أمن الملاحة البحرية، والاستقرار السياسي في مناطق حيوية حول العالم، بما فيها أوروبا وآسيا.
7. القرار الكيني رقم 157: خطوة شجاعة نحو مواجهة التطرف

جاء قرار الحكومة الكينية رقم 157 ليضع الإصبع على أصل المشكلة: الترابط بين الفكر الإخواني وحركة الشباب كأداة تنفيذية للعنف. المواجهة الشاملة تتطلب جهدًا دوليًا متكاملًا، لا يقتصر على ملاحقة المسلحين، بل يشمل تفكيك البنية الفكرية التي تُنتج التطرف، بما يضمن حماية المجتمع واستقرار شرق أفريقيا.
تعرف المزيد: 5 مواقف بارزة في الأمم المتحدة من حرب غزة
إن التصنيف الرسمي للـإخوان المسلمين وحركة الشباب في كينيا يمثل خطوة غير مسبوقة في شرق أفريقيا، ويعكس إدراك الحكومة لأهمية مواجهة الفكر الإرهابي بجانب العمل العسكري والأمني. هذا القرار ليس فقط تحذيرًا محليًا، بل دعوة عالمية لتعزيز التعاون لمكافحة التطرف والإرهاب، وحماية الشباب والمجتمعات من خطر الفكر المتطرف.