الأمم المتحدة والصومال، ألقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة قوية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقد فيها قدرة المنظمات الدولية على حماية الدول والشعوب. وركز زيلينسكي على أن القانون الدولي وحده لا يكفي، وأن تحالفات قوية ودعم حقيقي من الشركاء هي ما يضمن الأمن والسلام. وأضاف: “ليس القانون الدولي، وليس التعاون، بل الأسلحة هي التي تقرر من يبقى على قيد الحياة”، مشددًا على أن الشعوب بحاجة إلى حماية عملية لا مجرد بيانات وتصريحات.
وأشار زيلينسكي إلى تجارب دول مثل جورجيا وبيلاروسيا ومولدوفا، حيث لم يكن التدخل الدولي كافيًا للحفاظ على سيادتها، مؤكدًا أن الأمم المتحدة والصومال تواجهان واقعًا مشابهًا، إذ أن الشعب الصومالي لا يمكنه الاعتماد على الوعد الدولي وحده في حماية المدنيين أو استقرار البلاد.
الأمم المتحدة والصومال: الوعد مقابل الواقع

تطرق زيلينسكي إلى وضع الصومال والسودان وفلسطين وسوريا، معبّرًا عن التساؤل الكبير: “ما الذي يمكن أن يتوقعه الشعب من الأمم المتحدة، سوى بيانات وتصريحات؟
في الواقع، شهدت الصومال والسودان أعوامًا طويلة من النزاعات والمجاعة، فيما فلسطين وسوريا تتعرضان للحصار والعقوبات الاقتصادية، ما يبرز فجوة كبيرة بين وعد الأمم المتحدة وبين ما تحقق على الأرض. هذا الواقع يجعل من المهم إعادة تقييم دور المؤسسات الدولية وكيفية تدخلها الفعلي في أزمات الشعوب، خصوصًا في مناطق النزاع مثل الصومال.
البعد الإنساني: المدنيون بين الحرب والمعاناة

ركز زيلينسكي على أن الاعتماد على القوة والأسلحة أصبح ضروريًا لحماية المدنيين. في أوكرانيا، اضطرت السلطات لبناء مدارس ومستشفيات تحت الأرض، بينما اضطر المزارعون لتعلم كيفية حماية معداتهم من الطائرات المسيرة.
في الصومال، يعاني المدنيون من المجاعة والنزوح المستمر، بينما يواجه سكان السودان أزمات سياسية وعنفًا متزايدًا. غزة وسوريا تعانيان من حصار اقتصادي ودمار واسع، مما يجعل السؤال عن فعالية الأمم المتحدة والصومال أكثر إلحاحًا في الوقت الحالي.
الدروس السياسية: التحالفات كحماية للدول

تجربة أوكرانيا تظهر كيف يمكن للتحالفات الدولية والدعم العسكري أن يكون عنصر حماية للدول. بالمقارنة، الصومال والسودان وفلسطين لم يحصلوا على نفس الدعم المكثف، مما يبرز أهمية العمل على تعزيز التحالفات الدولية والدبلوماسية النشطة. هذه الدروس يمكن للصومال الاستفادة منها لتعزيز قدرته على مواجهة الأزمات المستقبلية.
القانون الدولي بين النصوص والواقع

أكد زيلينسكي أن القانون الدولي وحده لا يكفي لحماية الشعوب، وأنه يحتاج إلى دعم فعلي وأسلحة. في الصومال والسودان وفلسطين، تظهر فجوة كبيرة بين النصوص القانونية والواقع، إذ تبقى الكثير من الاتفاقيات مجرد أطر نظرية لا تحقق حماية فعلية للمدنيين. هذا يجعل دور الأمم المتحدة والصومال في تحقيق استقرار المنطقة أكثر تحديًا وتعقيدًا.
مستقبل الصومال: خطوات عملية نحو الاستقرار
استنادًا لتصريحات زيلينسكي، يحتاج الصومال اليوم إلى تدخل دولي ملموس يشمل:
- حماية المدنيين من النزاعات المسلحة.
- تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي.
- دعم المؤسسات الحكومية والخدمات الأساسية.
- تطوير البنية التحتية والزراعة لمواجهة المجاعة.
- تمكين المجتمع المدني من المشاركة الفاعلة.
مثل هذه الخطوات العملية تجعل من الأمم المتحدة والصومال عنصرًا فعالًا في تحسين حياة المواطنين وتحقيق استقرار مستدام.
تعرف المزيد: خطاب ترامب في الأمم المتحدة: هجوم على المؤسسات العالمية ورسائل متضاربة لحلفاء أمريكا
المقارنة بين الصومال وأوكرانيا
بينما استطاعت أوكرانيا الاعتماد على التحالفات والدعم الدولي للدفاع عن نفسها، لا يزال الصومال يعاني ضعف القدرة على حماية حدوده وشعبه. من المهم أن تتعلم الصومال من تجربة أوكرانيا، خصوصًا في مجالات تعزيز الأمن، تطوير الحوكمة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ليكون دور الأمم المتحدة والصومال أكثر تأثيرًا وفاعلية في المستقبل.