في واقعة صادمة جديدة تسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في البلاد، تم اغتيال قائد عسكري صومالي اللواء السادس والعشرين في الجيش الصومالي، العقيد عبد الرحمن حُجالي، برصاص أحد جنوده بالقرب من بلدة “موقوكوري” في إقليم “هيران” بوسط الصومال.
لم يكن أحد يتوقع أن يتم اغتيال قائد عسكري صومالي وأن يسقط أحد أبرز قادة الجيش الصومالي على يد من يفترض أنهم تحت قيادته. اغتيال العقيد عبد الرحمن حجالي لم يفتح فقط باب الأسى، بل أعاد إشعال الجدل حول الانقسامات الداخلية في المؤسسة العسكرية، وسط مؤشرات على تصاعد التوتر والانشقاقات بين صفوف الجنود.
تفاصيل الحادث المأساوي
أكد مسؤولون محليون من ولاية هيرشبيلي أن العقيد حجالي قُتل على يد أحد جنوده في حادثة لا تزال دوافعها غامضة حتى اللحظة، فيما باشرت السلطات المختصة التحقيقات. ويُعتبر العقيد من أبرز القادة العسكريين الذين خاضوا معارك شرسة ضد مقاتلي حركة الشباب في وسط الصومال، وله دور قيادي بارز في العمليات الأخيرة التي استهدفت تطهير إقليم هيران من الإرهاب.
سلسلة اغتيالات متكررة تطال كبار القادة
حادثة اغتيال العقيد حجالي تأتي في سياق سلسلة من الاغتيالات المشابهة التي طالت كبار قادة الجيش الصومالي منذ عام 2022. ففي أبريل الماضي، لقي العقيد نور فاري، قائد لواء 14 أكتوبر، مصرعه أيضًا برصاص جندي أثناء إلقائه كلمة أمام قواته قرب بلدة أفغوي بإقليم شبيلي السفلى. وتشير هذه الاغتيالات إلى وجود مشاكل بنيوية داخل المؤسسة العسكرية تحتاج إلى معالجة عاجلة.
اغتيال قائد عسكري صومالي على يد أحد جنوده يمثل مؤشرًا مقلقًا على تآكل الثقة والانضباط داخل القوات المسلحة، ويكشف الحاجة إلى مراجعة شاملة لسياسات إدارة الضباط وصفوف الجنود، خاصة في ظل تصاعد التوترات الداخلية، والضغوط النفسية الناتجة عن سنوات طويلة من الحرب ضد حركة الشباب.
حركة الشباب..خلفية التهديد الدائم
رغم الدعم العسكري المقدم من بعثة الاتحاد الأفريقي وشركاء دوليين، فإن حركة الشباب لا تزال تحتفظ بوجود ميداني نشط في عدة مناطق من جنوب ووسط الصومال، وتشن بشكل دوري هجمات ضد قوات الجيش والمدنيين على حد سواء. ومع ازدياد الضغط العسكري على الحركة، يبدو أنها لا تزال تحتفظ بقدرة على اختراق القوات الحكومية.
ردود الفعل والإجراءات المحتملة
لم تُصدر وزارة الدفاع الصومالية حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن الحادث، لكن مصادر من داخل الجيش أكدت أن هناك تحركات داخلية لإعادة تقييم آليات اختيار وتدريب الجنود، خاصة في المناطق الساخنة. ويُتوقع أن تُعزز هذه الحادثة من دعوات البرلمان والشارع الصومالي إلى تعزيز الرقابة الداخلية وتحسين مستوى الرعاية النفسية والمعنوية للعسكريين.
اغتيال قائد عسكري صومالي على يد أحد جنوده قد لا يكون مجرد حادث فردي، بل يمثل جزءًا من مشهد أمني وسياسي أكثر تعقيدًا. في ظل التوترات الفيدرالية، والمطالب المتزايدة بإصلاحات داخلية شاملة، يصبح الجيش الصومالي في قلب معركة مزدوجة: بين محاربة الإرهاب، والحفاظ على وحدة صفوفه الداخلية.
تشير هذه الحادثة المؤلمة إلى ضرورة تبني استراتيجية وطنية جديدة تعزز من الأمن الداخلي للقوات المسلحة، وتضع حداً للانقسامات والصراعات داخلية التي قد تعرّض مستقبل البلاد لمزيد من المخاطر. إن اغتيال قائد عسكري صومالي على يد أحد جنوده ليس مجرد عنوان، بل جرس إنذار يستوجب يقظة سريعة وشاملة من الدولة ومؤسساتها الأمنية.
تعرف المزيد على: تفجير مركز تجنيد عسكري في مقديشو يخلف 11 قتيلاً وعشرات الجرحى