قُتل 8 أشخاص وأُصيب 24 آخرون بجروح، خلال اشتباكات بونتلاند العنيفة، والتي اندلعت مساء الثلاثاء، 15 يوليو/تموز، في منطقة طَهَر التابعة لإقليم بونتلاند شمال شرق الصومال، بحسب ما أفاد به أحد شيوخ القبائل.
اشتباكات بونتلاند لا تنتهي
وقعت اشتباكات بونتلاند، بين ميليشيات مرتبطة بالحكومة الفيدرالية، وآخرى تحمل توجهات انفصالية، على بعد نحو 260 كيلومترًا من العاصمة الإقليمية غروي، ضمن سلسلة صدامات طويلة بين بونتلاند والحكومة المركزية في مقديشو.
قال الشيخ عبد الواحد ورسامي، أحد وجهاء القبائل في المنطقة، إن الوضع بات ينذر بالخطر، مشيرًا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص من الطرفين، وإصابة 24 آخرين بجروح متفاوتة.
وأضاف أيضًا أن القوات الموالية للحكومة تباشر في تشكيل ميليشيا خاصة، وهو ما أشعل غضب العشائر الرافضة لسلطة مقديشو، وأدى إلى قيام المواجهات.
شهادات ميدانية: جثث وجرحى في مستشفى طَهَر
من جهته، أفاد شاهد العيان عبد الكريم جامع من داخل البلدة: “رأيت 5 جثث لمقاتلين في المستشفى، إضافة إلى عشرات المصابين”، مضيفًا أن حالة من التوتر سادت المنطقة صباح الأربعاء، رغم توقف القتال مؤقتًا.
وجه قائد شرطة بونتلاند، جامع محمود جابري، اتهامًا مباشرًا للحكومة الفيدرالية في مقديشو بأنه يقف خلف الاشتباكات، معتبرًا أنها هجمات مخططة تهدف إلى إشعال الفوضى والعنف في الإقليم.
في المقابل، دعت السلطات الصومالية إلى ضبط النفس، دون أن تقدم تفاصيل إضافية بشأن الحادثة التي وصفتها بـ”المؤسفة”.
بونتلاند: إقليم استراتيجي ذاتي وجذور تاريخية عريقة
وبعيدًا عن اشتباكات بونتلاند، يقع إقليم بونتلاند في شمال شرق الصومال، ويُعد واحدًا من أكبر الأقاليم من حيث المساحة، حيث يمتد على أكثر من 212 ألف كيلومتر مربع، أي ما يقارب ثلث مساحة البلاد. يحدّه من الشمال خليج عدن، ومن الجنوب الشرقي المحيط الهندي، بينما تحده أرض الصومال غربًا، وإثيوبيا من الجنوب الغربي، وتجاوره ولاية جلمدغ جنوبًا.
ويُعرف الإقليم في العديد من المصادر التاريخية القديمة باسم “بلاد البنط”، نسبة إلى الدور التجاري الكبير الذي لعبه في العصور القديمة، خاصة في التبادل التجاري مع المصريين القدماء عبر البحر.
تعرف المزيد على: تعزيز التعاون التنموي 2021-2025 بين الصومال والأمم المتحدة
في عام 1998، أعلنت بونتلاند إقامة سلطة ذاتية داخل الدولة الصومالية، دون الانفصال رسميًا، وذلك نتيجة استمرار الصراع المسلح وعدم الاستقرار في الجنوب، مما جعلها تتبنى نموذجًا خاصًا للإدارة الذاتية داخل الصومال.