إزالة الألغام الأرضية في الصومال2025، في بلد مزقته الحروب لعقود، تتفتح بذور الأمل من جديد في الصومال بفضل مبادرة فريدة من نوعها تجمع بين حماية البيئة وإزالة آثار الحرب. أطلقت منظمتان خيريتان من اسكتلندا مبادرة فريدة من نوعها لتمهيد الأراضي المتأثرة بالحرب في الصومال، عبر إزالة الألغام الأرضية وتهيئتها لزراعة شجرة اللبان ذات الأهمية البيئية والاقتصادية.
شراكة بين HALO Trust وحدائق إدنبرة لإنقاذ اللبان
وقّعت مؤسسة HALO Trust، وهي أكبر منظمة إنسانية متخصصة في إزالة الألغام الأرضية في الصومال والعالم، اتفاقية تعاون مع الحديقة النباتية الملكية في إدنبرة (RBGE). وتهدف هذه الشراكة إلى مواجهة العواقب البيئية الناجمة عن الصراعات الممتدة، من خلال تطهير مناطق في بونتلاند وجنوب غرب البلاد من الألغام ومخلفات الحرب.
وصرح جيمس كوان، الرئيس التنفيذي لـ HALO، أن الحرب لا تترك فقط دمارًا بشريًا، بل تُدمر البيئات الهشة التي يعتمد عليها السكان لكسب رزقهم، مضيفًا: نحن لا نزيل الألغام فقط، بل نُمهّد الطريق لعودة الحياة.
اللبان: ذهب الصومال العطري في خطر
تُعتبر شجرة اللبان، أو Boswellia sacra، من الكنوز البيئية للصومال، حيث يُستخدم راتنجها الثمين في صناعة العطور، والطب التقليدي، والعناية بالبشرة. لكن هذه الأشجار أصبحت مهددة بسبب الجفاف، والرعي الجائر، وآثار الحروب المتلاحقة.
ويهدف المشروع إلى تأمين الأرض عبر إزالة الألغام الأرضية في الصومال، ومن ثم إطلاق دراسات بيئية تدعم إعادة زراعة اللبان وتعزيز إنتاجه كمصدر دخل مستدام للأهالي. وتعمل فرق متخصصة على متابعة حالة أشجار اللبان الصحية، إلى جانب دعم إنشاء مشاتل تهدف إلى الحفاظ على هذا المورد النباتي القيم وإعادة إحيائه.
عندما تلتقي البيئة بالسلام
في تصريح لافت، قال سيمون ميلن من RBGE: “إن الجمع بين خبرة HALO في إزالة الألغام وشبكاتها المحلية، ومعرفتنا في علم النبات، يخلق نموذجًا عمليًا لتعافي المجتمعات والبيئة معًا”.
وتتعدى أهمية هذه المبادرة مجرد إنقاذ الأشجار، إذ تمهد أيضًا لعودة الحياة الزراعية وتوفير فرص عمل، خاصة للنساء والشباب في المناطق الريفية. فكل خطوة في إزالة الألغام الأرضية في الصومال تعني فرصة جديدة للزراعة، والتعليم، والاستقرار.
نحو توسيع المشروع إلى مناطق جديدة
بنجاح هذا النموذج في الصومال، تأمل المؤسستان أن تُطبق مشاريع مماثلة في مناطق أخرى تأثرت بالحروب، مثل بعض مناطق أفريقيا والشرق الأوسط. حيث تتشارك هذه المناطق تحديات شبيهة، وتحتاج إلى حلول تُعيد التوازن بين الإنسان والطبيعة.
وقد لفتت الزيارة الأخيرة لدوق ساسكس، الأمير هاري، إلى أحد حقول الألغام في أنغولا، الأنظار مجددًا إلى أهمية إزالة الألغام الأرضية في الصومال والدول المماثلة، مشددًا على أن هذا العمل هو حجر الأساس لإعادة الإعمار وبناء مستقبل آمن.
تعرف المزيد: تحسين الوصول إلى المياه في الصومال 2025: مشروع يُغير حياة مئات العائلات في الريف
لماذا هذا المشروع مهم الآن؟
لأن إزالة الألغام الأرضية في الصومال ليست مجرد عمل تقني أو إنساني، بل هي تدخل حاسم لفتح أبواب التنمية الزراعية، والسياحة البيئية، والاقتصاد المحلي. وفي بلد غني بثرواته الطبيعية وتاريخه، فإن استعادة الأمن تحت الأرض هو الخطوة الأولى لبناء ما فوقها.