في قلب مدينة بيدوا جنوب الصومال، يعكس مشهد طفل يبكي أثناء تلقيه التطعيم في مركز صحي محلي صورة واقعية لأزمة متصاعدة تهدد آلاف الأطفال. ففي بلد يعاني من تدنٍ حاد في معدلات التحصين وانتشار أزمة سوء التغذية في الصومال، تزداد المخاطر مع كل يوم تمر فيه المساعدات الدولية في طريقها للتقلص.
تقول الأم الصومالية “سهرو علي”:
“نحتاج إلى مزيد من التطعيمات، ونحتاج أدوية. الأطفال إذا لم يحصلوا عليها، يمرضون ويموتون.”
وهو ما تؤكده “د. ماريان محمد” من مركز “بلو جديد” الصحي، المدعوم من USAID وSave the Children، حيث يستقبل المركز أكثر من 60 زائرًا يوميًا، معظمهم يبحث عن اللقاحات الأساسية. وتضيف أن أي نقص في التطعيمات قد يؤدي إلى تفشي أمراض مثل السعال الديكي وشلل الأطفال.
خفض المساعدات وسط أزمة سوء التغذية في الصومال يهدد الأرواح
في وقت تتسع فيه تداعيات تغير المناخ والجفاف المزمن، يرى “معزّز مالك”، الرئيس التنفيذي لـ Save the Children UK، أن خفض تمويل المساعدات يفاقم أزمة سوء التغذية في الصومال بشكل خطير. فالمجتمعات التي أنهكتها الكوارث الطبيعية تعاني الآن من قلة الغذاء والدواء على حد سواء.
“قدر حسن عبد الله”، أم أخرى، جاءت إلى المركز طلبًا لبسكويت تغذية علاجية لرضيعها، وبعد فحصه، حصلت على كريم مغذٍّ عالي القيمة بدلًا منه. لكنها واحدة من آلاف الأسر التي تحارب للبقاء وسط موجة من أزمة سوء التغذية في الصومال الذي قد يتصاعد مع استمرار تقلص الدعم الإنساني.
يحذر الأطباء من أن أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية مرشحة للارتفاع، كما أن احتمالات تفشي أمراض قاتلة تزداد في ظل تراجع برامج التحصين والتطعيم، في وقت تبقى فيه الموارد محدودة والاحتياجات متزايدة.
تعرف المزيد على: هل كان العيد يومًا للفقد؟.. كارثة فيضانات تكساس تعمّق جراح العائلات والصومال تعزّي
في ظل استمرار خفض المساعدات الدولية الموجهة إلى الصومال، فإن المخاطر تتزايد على مستقبل الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية وضعف المناعة. ويُعد الوضع في مدينة بيدوا نموذجًا مصغرًا لأزمة قد تتسع رقعتها ما لم يتم تدارك الأمر، وزيادة دعم المنظمات الإنسانية العاملة على الأرض.