من المقرر أن يتوجه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى نيروبي يوم الخميس لعقد محادثات تستهدف معالجة أزمة جوبالاند المستمرة، والتي تمثل نقطة توتر رئيسية بين الحكومة الفيدرالية وولاية جوبالاند الجنوبية، الواقعة على الحدود مع كينيا. تأتي هذه الزيارة بعد انهيار جولات التفاوض السابقة التي توسطت فيها كينيا مباشرة مع زعيم جوبالاند أحمد مادوبي.
خلفية الأزمة: انتخابات مثيرة للجدل وتصعيد مستمر

تفاقمت أزمة جوبالاند بعد فوز أحمد مادوبي بولاية ثالثة على رأس الإقليم، في انتخابات رفضتها الحكومة الفيدرالية واعتبرتها غير دستورية. أدى هذا النزاع إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي وتصاعد العنف في المنطقة، حيث تتهم مقديشو مادوبي بتحدي سلطة الدولة المركزية.
محاولات الوساطة: فشل اللقاءات السابقة

في وقت سابق من هذا الشهر، حاولت كينيا التوسط بين الحكومة الفيدرالية وقيادة جوبالاند في مدينة كيسمايو الساحلية، لكن المحادثات فشلت بعد وقت قصير من انطلاقها. ومنذ ذلك الحين، لم تُحرز أي خطوة حقيقية لتخفيف التوتر، ما جعل الرئيس محمود يعتمد على زيارة نيروبي كخيار استراتيجي لمواجهة أزمة جوبالاند.
التحركات الإقليمية: دعم كينيا وإثيوبيا
تعتبر كينيا، إلى جانب إثيوبيا، من أبرز داعمي إدارة جوبالاند، وهو ما يزيد من تعقيد الحلول الممكنة. وفي محاولة لكسب دعم إقليمي، زار الرئيس محمود أديس أبابا لطلب الدعم من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، لكن المصادر أكدت أن المحادثات لم تؤدِّ إلى أي تقدم ملموس.
الرؤية الرئاسية: خيار محدود وسط ضغوط خارجية

أعرب الرئيس الصومالي عن رفضه لتدخل الدول الأجنبية في شؤون أزمة جوبالاند، إلا أنه أقر بأن الوضع الراهن يفرض عليه اللجوء إلى الوساطة الإقليمية. ومن المتوقع أن يبحث خلال لقائه مع الرئيس الكيني ويليام روتو سبل المضي قدمًا لتخفيف التوترات، وتحقيق توافق سياسي يسمح بإنهاء النزاع.
السيناريوهات المحتملة: مفاوضات جديدة أم مواجهة مفتوحة؟
يرى بعض المراقبين أن الجولة الجديدة من المحادثات قد تواجه تحديات كبيرة، بالنظر إلى فشل الاجتماعات السابقة في كيسمايو. بينما تؤكد الحكومة الفيدرالية أنها لن تتراجع عن محاولتها إنشاء سلطة إقليمية موازية في جوبالاند، بهدف الضغط على مادوبي للتفاوض أو التنحي، مما يضيف بعدًا آخر لتفاقم أزمة جوبالاند.
لمعرفة المزيد: قمة حركة عدم الانحياز في كمبالا.. هل تفتح فصلًا جديدًا في السياسة الخارجية الصومالية؟
رهانات عالية وحل سياسي صعب
زيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى نيروبي تعكس حجم التحديات التي تواجه الحكومة الصومالية في إدارة أزمة جوبالاند، وتبرز الحاجة إلى حلول سياسية حقيقية قبل أن يتحول النزاع إلى مواجهة مفتوحة قد تهدد استقرار المنطقة بأكملها.