في ظل تحديات مناخية وأمنية متزايدة، تتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال، مهددة حياة الملايين من السكان، وسط تحذيرات عاجلة من منظمات دولية. في هذا التقرير نسلط الضوء على الأرقام الصادمة والأسباب العميقة للأزمة، ونناقش سبل الاستجابة الإنسانية المطلوبة لإنقاذ الأرواح.
نداء عاجل من برنامج الأغذية العالمي
أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة نداءً إنسانيًا للحصول على 225 مليون دولار أمريكي بهدف مواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال. وتوقع البرنامج أن يواجه نحو 4.6 مليون صومالي مستويات خطيرة من الجوع وانعدام الأمن الغذائي بين شهري أبريل ويونيو، بزيادة ملحوظة عن التقديرات السابقة التي بلغت 4.4 مليون شخص.
هذا التمويل مطلوب بشكل عاجل لضمان وصول المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى الفئات الأكثر ضعفًا خلال الأشهر الستة المقبلة.
عوامل تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال
وفق تقرير إنساني أصدره برنامج الأغذية العالمي من العاصمة مقديشو، فإن هناك عدة عوامل رئيسية أدت إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال، منها:
- انخفاض تمويل العمليات الإنسانية.
- التوقعات بأمطار أقل من المعدل الطبيعي خلال موسم “جو”.
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.
- استمرار النزاعات المسلحة وانعدام الأمن.
- الفيضانات المحلية التي أدت إلى تدمير المحاصيل الزراعية.
وأشار التقرير إلى أن موسم “جو” له أهمية حيوية لدورة الزراعة في الصومال، وأي تراجع في معدلات الأمطار يعني انخفاضًا كارثيًا في الإنتاج الغذائي.
نزوح جماعي بسبب الجفاف والصراع
توقعت تقارير برنامج الأغذية العالمي نزوح أكثر من 230 ألف شخص خلال الفترة بين أبريل ويونيو بسبب الجفاف، الذي يمثل 69% من أسباب النزوح، تليه النزاعات بنسبة 31%.
المناطق الأكثر تضررًا تشمل مقديشو، بيدوا، كسمايو، لوق، وأفمدو، حيث يُتوقع وصول أكثر من 95 ألف نازح جديد. كالعادة، النساء والأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا، ويمثلون 76% من إجمالي النازحين.
أزمة سوء تغذية حادة بين الأطفال
تفيد التقديرات أن 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة سيعانون من سوء التغذية الحاد خلال 2025، منهم 1.3 مليون طفل معرضون لمستوى متوسط من سوء التغذية، مع زيادة قدرها 47 ألف طفل مقارنة بالتقديرات السابقة.
أزمة سوء التغذية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال، نتيجة:
- انخفاض المساعدات الغذائية.
- قلة الوصول إلى مياه نظيفة.
- سوء ممارسات تغذية الأطفال.
- إغلاق بعض البرامج الصحية والتغذوية.
وحذر التقرير من أن عدم توفير التمويل الكافي سيؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل مأساوي.
نداء للتضامن الدولي
أكد برنامج الأغذية العالمي أن المبلغ المطلوب البالغ 225 مليون دولار ضروري لتوفير مساعدات غذائية طارئة، ودعم التغذية، وتحسين الوصول إلى المياه والرعاية الصحية. وشدد على أن الاستجابة الدولية الفعالة ضرورية لمنع تحوّل أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.
كما أشار إلى أهمية التحرك العاجل من جانب المانحين الدوليين، محذرًا من أن أي تأخير في توفير التمويل سيؤدي إلى تعميق المعاناة وانتشار الجوع على نطاق أوسع.
بينما تتصارع الصومال مع الجفاف، والصراعات، والانهيار الاقتصادي، تصبح أزمة انعدام الأمن الغذائي في الصومال اختبارًا حقيقيًا لالتزام المجتمع الدولي بدعم الشعوب المتضررة. التحرك الآن ضرورة لا تحتمل التأجيل لإنقاذ أرواح الملايين، وإعادة الأمل إلى بلد يعاني من أزمات متراكمة.
تعرف المزيد على: أزمة تمويل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال تتفاقم مع تصاعد هجمات حركة الشباب