يُعد عيد الأضحى من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية في الصومال، حيث يحتفل به الشعب الصومالي بطرق تعكس تماسكه الثقافي والديني. تتجلى هذه الاحتفالات في مجموعة من أبرز العادات التي يقوم بها الشعب الصومالي في عيد الأضحى التي توارثها الأجيال، مما يضفي على العيد طابعًا خاصًا ومميزًا في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي.
الاستعدادات المسبقة لعيد الأضحى:
قبل حلول عيد الأضحى، يبدأ الصوماليون بالتحضير لهذه المناسبة من خلال شراء الأضاحي، والتي غالبًا ما تكون من الماعز أو الأبقار. تُعد أسواق المواشي نشطة جدًا خلال هذه الفترة، حيث يتوافد الناس لشراء الأضاحي التي سيتم ذبحها بعد صلاة العيد. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الأسر بشراء الملابس الجديدة للأطفال والكبار على حد سواء، وتُعد الحلويات التقليدية مثل “إعن” و”شوشومو” في المنازل، خاصة في المدن الساحلية مثل مقديشو ومركا وبراوي .
أداء صلاة العيد:
في صباح يوم العيد، يتوجه الصوماليون إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وهذه من أبرز العادات التي يقوم بها الشعب الصومالي في عيد الأضحى حيث تُقام الصلاة غالبًا في المساجد بسبب الظروف الأمنية، على الرغم من أن البعض يفضل أدائها في الساحات المفتوحة أو ملاعب كرة القدم. بعد الصلاة، يتبادل الناس التهاني ويعودون إلى منازلهم لبدء ذبح الأضاحي .
ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم:
يُعتبر ذبح الأضاحي من أبرز شعائر وأبرز العادات التي يقوم بها الشعب الصومالي في عيد الأضحى. بعد أداء الصلاة، يقوم الناس بذبح أضاحيهم وتوزيع اللحوم على الجيران والأقارب والفقراء. تُساهم الهيئات الإغاثية أيضًا في توزيع اللحوم على الأسر المحتاجة، مما يعزز من روح التكافل الاجتماعي في المجتمع الصومالي .
أبرز العادات التي يقوم بها الشعب الصومالي في عيد الأضحى:
يُعد عيد الأضحى فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية والعائلية في الصومال. بعد الانتهاء من ذبح الأضاحي، تبدأ الأسر في تبادل الزيارات مع الأقارب والأصدقاء، حيث يتم تقديم الحلويات والمشروبات التقليدية. تُعد هذه الزيارات جزءًا لا يتجزأ من تقاليد العيد، وتعكس أهمية العلاقات الاجتماعية في الثقافة الصومالية .
الأنشطة الترفيهية وزيارة الشواطئ:
نظرًا لعدم وجود العديد من المرافق الترفيهية في الصومال، يتجه الكثير من الناس إلى الشواطئ لقضاء وقت ممتع خلال أيام العيد. تُعد شواطئ مثل “ليدو” و”جزيرة” في مقديشو من الوجهات المفضلة للعائلات، حيث يستمتع الأطفال بالسباحة واللعب، بينما يسترخي الكبار على الرمال أو يتناولون الوجبات الخفيفة من المطاعم المنتشرة على طول الشاطئ .
إقامة الحفلات والمهرجانات:
في السنوات الأخيرة، بدأت بعض المنظمات والجمعيات في تنظيم حفلات ومهرجانات خلال عيد الأضحى، خاصة في العاصمة مقديشو. تُقام هذه الفعاليات في الفنادق أو القاعات المخصصة، وتتضمن عروضًا فنية وموسيقية تعكس التراث الصومالي. تُعد هذه الحفلات فرصة للشباب للتعبير عن فرحتهم بالعيد والمشاركة في الأنشطة الثقافية .
تبدأ التهاني بمناسبة العيد في الصومال مع غروب شمس يوم عرفة، حيث يتبادل الناس عبارات التهنئة مثل “عيد مبارك” أو “عيد وناغسن” باللغة الصومالية. تُرسل التهاني عبر الهاتف أو الرسائل النصية، وتُعد هذه العادة من التقاليد الراسخة في المجتمع الصومالي.
يحظى الأطفال في الصومال باهتمام خاص خلال عيد الأضحى. يتم شراء الملابس الجديدة لهم، ويُمنحون “حق العيد” أو العيدية من الأقارب. بعد صلاة العيد، يشارك الأطفال في الألعاب والأنشطة الترفيهية، مما يُضفي جوًا من البهجة والسرور على أجواء العيد .
الأطعمة التقليدية في العيد؛
تُعد الأطعمة التقليدية جزءًا أساسيًا من أبرز العادات التي يقوم بها الشعب الصومالي في عيد الأضحى ومن احتفالات عيد الأضحى في الصومال. تشمل الوجبات الرئيسية لحم الأضاحي المطهو بطرق مختلفة، بالإضافة إلى الأرز والخبز التقليدي. تُقدم أيضًا الحلويات مثل “إعن” و”شوشومو” مع القهوة للضيوف، مما يُعزز من أجواء الضيافة والكرم في المجتمع الصومالي.
على الرغم من التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الصومال، يظل عيد الأضحى مناسبة تجمع الناس وأبرز العادات التي يقوم بها الشعب الصومالي في عيد الأضحى وتعزز من روح التضامن والتكافل بينهم. تُعد هذه المناسبة فرصة لتجديد الأمل والعمل نحو مستقبل أفضل، حيث يُظهر الشعب الصومالي قدرته على التكيف والاحتفال رغم الصعوبات.
تعرف المزيد على: تعيين الدكتور حسن محمد حسين مونغاب محافظًا لإقليم بنادر وعمدة لمقديشو