في خطوة تعكس التحولات السريعة داخل الحكومة الصومالية، أقدم رئيس الوزراء حمزة عبدي بري على التعديل الوزاري الجديد في الصومال، في محاولة لتعزيز جهود الجيش الوطني في مواجهة حركة الشباب المتطرفة. فما تفاصيل هذا التغيير؟ وما انعكاساته المحتملة على المشهد الأمني والسياسي في الصومال؟
تفاصيل التعديل الوزاري الجديد في الصومال
أعلن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، يوم الأحد 27 أبريل 2025، عن التعديل الوزاري الجديد في الصومال والذي شمل تعيين وزير جديد للدفاع، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الحكومة الفيدرالية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة، فقد تم تعيين أحمد معلم فقي أحمد، الذي سبق له أن شغل منصب وزير الخارجية ورئيس جهاز الأمن الوطني، وزيراً جديداً للدفاع، ليحل محل جبريل عبد الرشيد الذي تولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء الثاني.
كما شمل التعديل الوزاري الجديد في الصومال تعيين عبد السلام عبدي علي (طاي) وزيراً للخارجية والتعاون الدولي.
أهمية تعيين أحمد معلم فقي وزيرًا للدفاع
تأتي أهمية تعيين أحمد معلم فقي في هذا التوقيت من عدة اعتبارات:
- خبرته الكبيرة في الملفات الأمنية والسياسية.
- علاقاته القوية مع المؤسسات الأمنية والدولية.
- قدرته على التنسيق بين العمليات العسكرية والحراك الدبلوماسي الخارجي لدعم الصومال.
يُنظر إلى فقي باعتباره أحد الشخصيات البارزة القادرة على إدارة ملف الدفاع بفعالية في ظل التهديدات المستمرة من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
تحديات كبرى أمام وزير الدفاع الجديد
يتزامن التعديل الوزاري الجديد في الصومال مع تصاعد العمليات العسكرية ضد حركة الشباب في إقليمي شبيلي السفلى وشبيلي الوسطى، ومع تزايد الهجمات التي تشنها الجماعة المسلحة على القرى والبلدات القريبة من العاصمة مقديشو.
رغم استعادة الجيش الوطني الصومالي بعض المناطق التي سيطرت عليها الحركة مؤخرًا، إلا أن الوضع الأمني لا يزال هشًا. كما أن القلق يتزايد بشأن مستقبل الدعم الأمني الدولي، خاصة في ظل تحول بعثة الاتحاد الأفريقي إلى نموذج جديد أقل تمويلاً.
لذا تقع على عاتق وزير الدفاع الجديد مسؤوليات جسيمة تتمثل في:
- تعزيز كفاءة القوات المسلحة.
- تكثيف العمليات ضد معاقل حركة الشباب.
- تأمين المناطق المحررة ومنع عودة المسلحين إليها.
- تحسين التعاون مع الشركاء الدوليين لتعزيز قدرات الجيش.
انعكاسات التعديل الوزاري الجديد في الصومال على الاستقرار السياسي
لم يفصح رئيس الوزراء حمزة عبدي بري عن الأسباب الرسمية للتعديل، لكن مراقبين يرون أن الخطوة جاءت لاحتواء التوترات الداخلية في الحكومة الفيدرالية، ولإعادة ضبط توازن القوى السياسية داخلها.
ويُتوقع أن يساهم وجود شخصية ذات خلفية أمنية قوية مثل أحمد معلم فقي في وزارة الدفاع في إضفاء مزيد من الحزم على أداء الحكومة في حربها ضد الإرهاب.
مع ذلك، يبقى نجاح التغيير مرهونًا بمدى قدرة الحكومة على تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، واستعادة ثقة المواطنين في أدائها الأمني والسياسي.
خلفيات سياسية تحيط بتعيين وزير دفاع جديد في الصومال
يأتي تعيين وزير دفاع جديد في الصومال في وقت يشهد المشهد السياسي في مقديشو حالة من التنافس الشديد بين القوى السياسية. وفي ظل الانقسامات داخل المؤسسات الفيدرالية، يحاول رئيس الوزراء حمزة عبدي بري إعادة ترتيب الأوراق عبر تعيين شخصيات ذات ولاء سياسي معروف وخبرة عسكرية وأمنية واسعة. وتُعتبر وزارة الدفاع من أهم الحقائب الوزارية، لكونها ترتبط مباشرة بالأمن القومي ومستقبل الحرب ضد الجماعات الإرهابية.
رهان الحكومة على إعادة هيكلة الدفاع لتعزيز الأمن
تعكس خطوة تعيين وزير دفاع جديد في الصومال إصرار الحكومة الفيدرالية على إعادة هيكلة المنظومة الدفاعية بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الحالية. الحكومة باتت تدرك أن الانتصار العسكري على حركة الشباب لا يمكن تحقيقه فقط بالعمليات الميدانية، بل يحتاج أيضاً إلى تطوير إستراتيجيات الأمن القومي، وتعزيز الكفاءة المهنية للعسكريين، وزيادة التنسيق مع بعثات الدعم الدولية وخاصة الولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأفريقي.
آمال معلقة على المرحلة القادمة
يضع كثير من الصوماليين آمالهم على التعديل الوزاري الجديد في الصومال باعتباره فرصة لفتح صفحة جديدة في جهود مكافحة الإرهاب. إذا نجح أحمد معلم فقي في إثبات كفاءته كوزير جديد للدفاع، فقد يشكل ذلك نقطة تحوّل في المعركة المصيرية ضد حركة الشباب. كما أن استمرار العمل على تطوير قدرات الجيش الوطني الصومالي وتعزيز الدعم الدولي يمكن أن يسهم بشكل حقيقي في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.
وهنا تبدو خطوة تعيين وزير دفاع جديد في الصومال بمثابة اختبار حقيقي لقدرة الحكومة على تلبية تطلعات المواطنين نحو السلام والتنمية.
يمثل تعيين وزير دفاع جديد في الصومال نقطة تحول حاسمة في معركة الحكومة ضد حركة الشباب. ومع التحديات الأمنية الكبيرة، تتجه الأنظار إلى الأداء المرتقب لأحمد معلم فقي وقدرته على قيادة المعركة نحو النصر وتعزيز استقرار الصومال.
تعرف المزيد على: هل تعود العلاقات الصومالية الروسية إلى الواجهة من جديد؟