في تصعيد جديد يعيد التوترات القديمة إلى الواجهة، أثار هجوم ترامب على إلهان عمر موجة من الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية، بعدما دعا الرئيس الأمريكي النائبة الديمقراطية ذات الأصول الصومالية إلى “العودة من حيث جاءت”، في منشور مثير نشره عبر منصة “تروث سوشيال”.
منشور مثير للجدل يعيد الانقسام
نشر دونالد ترامب فيديو للنائبة إلهان عمر وهي تتحدث أمام حشد من الناس، مرفقًا بعبارة “يجب أن تعود!”. ويبدو أن التسجيل المتداول يعود إلى أكثر من أسبوعين، حيث كان متداولًا في حسابات اليمين المتطرف. هذا التصرف أثار ردود فعل واسعة، وأعاد إلى الأذهان سلسلة من هجوم ترامب على إلهان عمر خلال فترته الرئاسية الأولى.
خلفية الصراع الطويل بين ترامب وإلهان عمر
منذ دخولها الكونغرس الأمريكي، أصبحت النائبة إلهان عمر هدفًا متكررًا لانتقادات ترامب وأنصاره. وقد استخدم في السابق لهجة مشابهة، حين قال خلال عام 2020 إن على عمر “أن تتوقف عن إخبارنا كيف ندير بلدنا”. ويُعد هجوم ترامب على إلهان عمر اليوم استمرارًا لذلك الخطاب الذي يمزج بين السياسة والهوية.
أصول عمر ومسيرتها السياسية
ولدت إلهان عمر في الصومال عام 1982، وهربت مع عائلتها من الحرب الأهلية عندما كانت في الثامنة من عمرها، لتقضي أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة عام 1995. حصلت على الجنسية الأمريكية في عام 2000، لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز الوجوه التقدمية في الحزب الديمقراطي.
لكن رغم مسيرتها السياسية البارزة، لا تزال تواجه موجات من الانتقادات والهجمات، كان آخرها هجوم ترامب على إلهان عمر الذي لاقى دعمًا من شخصيات بارزة في حركة “اجعلوا أمريكا عظيمة من جديد” (MAGA).
دعم واسع من أنصار ترامب
انتشر منشور ترامب بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في أوساط مؤيدي حركة “MAGA”، الذين ضاعفوا من تداول الفيديو وتعليقات الرئيس. واعتبر محللون أن هجوم ترامب على إلهان عمر يأتي في إطار سعيه لإعادة إشعال خطاب القاعدة اليمينية المتشددة قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
رد عمر: “لم أعد تلك الطفلة اللاجئة”
ورغم الضجة التي أثارها التصريح، بدت النائبة الديمقراطية غير مبالية. ففي حديثها لبرنامج إذاعي، قالت إلهان عمر إنها لا تخشى تلك التصريحات، مضيفة: “لا أعرف كيف يمكنهم سحب جنسيتي، ولماذا يُعد هذا تهديدًا. لم أعد تلك الطفلة ذات الثماني سنوات التي هربت من الحرب. لقد كبرت، وكبر أطفالي. أستطيع العيش أينما أشاء”.
تصريحاتها الهادئة جاءت في وقت يتصاعد فيه هجوم ترامب على إلهان عمر عبر الإنترنت، ما زاد من حدة النقاش حول العنصرية السياسية في الولايات المتحدة.
محللون: الخطاب الانتخابي وراء الهجوم
يرى خبراء أن هجوم ترامب على إلهان عمر ليس مجرد تصرف فردي، بل جزء من خطاب انتخابي يستهدف تحفيز أنصاره. فخطاب “أمريكا أولًا” لطالما استغل قضايا الهوية والعرق لتعبئة الناخبين، والنائبة الصومالية الأمريكية تمثل، في نظره، نموذجًا رمزيًا لانتقاد التعددية السياسية والاجتماعية في أمريكا الحديثة.
ردود فعل داخل الحزب الديمقراطي
أعضاء من الحزب الديمقراطي وصفوا هجوم ترامب على إلهان عمر بأنه محاولة لتأجيج الكراهية، ودعوا إلى إدانة الخطاب العنصري. فيما دافعت شخصيات ليبرالية عن النائبة معتبرة أن تصريحات ترامب تُذكّر الأمريكيين بخطورة استخدام الهويات الشخصية كسلاح سياسي.
لمعرفة المزيد: الإمارات في مجلس الأمن: الجيش والدعم السريع خارج مستقبل السودان
الخلاصة
يبدو أن هجوم ترامب على إلهان عمر لن يكون الأخير، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات الأمريكية، إذ يعتمد الرئيس ترامب على خطاب الاستفزاز والهوية لكسب الدعم الشعبي. وبينما يراه مؤيدوه “صريحًا لا يخشى أحدًا”، يصفه خصومه بأنه “يعيد إنتاج الانقسام في المجتمع الأمريكي”.