بينما تتحرك الدولة الصومالية بخطى حثيثة نحو الديمقراطية عبر انتخابات المجالس المحلية، تعود القذائف العشوائية لتذكر الجميع بواقع أمني هش لا يزال يُهدد طموحات الاستقرار. ما حدث في مقديشو اليوم ليس مجرد حادث عرضي، بل رسالة واضحة من أعداء السلام.
سقوط ضحايا مدنيين في العاصمة
استيقظ سكان عدد من المديريات في العاصمة الصومالية مقديشو صباح السبت على أصوات انفجارات مدوية.
سقطت قذائف هاون على أحياء سكنية في مديريات شبس، حمر ججب، وحمر وين.
أدى القصف إلى مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، بحسب تقارير أولية صادرة عن مصادر أمنية وشهود عيان.
الهجوم استهدف مناطق مدنية مأهولة، ما يعكس نية التخريب والترهيب دون تمييز، ويضع علامات استفهام حول قدرة الجماعات المسلحة على تنفيذ هجمات بهذا الحجم داخل العاصمة.
جاءت هذه الهجمات في وقت حساس، حيث تواصل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تسجيل الناخبين في مقديشو، تمهيدًا لأول انتخابات محلية شاملة في المدينة منذ سنوات.
وتُشير التقديرات إلى أن حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة تقف وراء هذه الهجمات، في محاولة منها لعرقلة الانتخابات وزعزعة ثقة المواطنين في المسار الديمقراطي.
هذه العملية الانتخابية تواجه تحديات إضافية من الداخل، حيث أعربت شخصيات سياسية بارزة، من بينهم مسؤولون سابقون ورؤساء بعض الولايات الفيدرالية، عن معارضتهم للتوقيت الحالي للانتخابات، مشككين في مدى التوافق الوطني حولها.
رد حكومي وإجراءات أمنية مشددة
في رد فعل سريع، أدانت السلطات الصومالية الهجوم بشدة، وأكدت التزامها بالمضي قدمًا في العملية الانتخابية رغم التهديدات.
كما أعلنت الحكومة عن خطة لتشديد الإجراءات الأمنية حول مراكز تسجيل الناخبين، بهدف حماية العملية الديمقراطية وضمان سلامة المشاركين.
وشددت الحكومة على أن هذه الهجمات لن تُثنيها عن بناء مؤسسات ديمقراطية تعكس تطلعات المواطنين الصوماليين نحو الأمن والاستقرار.
الهجوم على مقديشو اليوم ليس مجرد حادث أمني، بل إنذار واضح بأن المعركة من أجل الديمقراطية في الصومال لا تزال طويلة ومعقدة.
في وقت تسعى فيه الدولة لترسيخ الحكم المحلي وبناء مؤسسات تمثل الشعب، لا تزال قوى الإرهاب تسعى لإعادة البلاد إلى الفوضى.
لكن الرد الحاسم من الحكومة، وإصرار اللجنة الانتخابية على الاستمرار، يؤكدان أن إرادة التغيير أقوى من التهديدات.
تعرف المزيد على: بفضل مبادرة سعودية.. 15 طفلًا في الصومال يسمعون لأول مرة