في خطوة تعكس اهتمام الحكومة المحلية بتعزيز قطاع التعليم، دشن الدكتور يوسف حسين جمعالي، عمدة مقديشو ومحافظ إقليم بنادر، رسميًا انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية في بنادر للعام الدراسي الجاري في مختلف مديريات العاصمة. هذا الحدث السنوي يُعتبر محطة حاسمة في مسيرة آلاف الطلبة، ويؤكد على سعي السلطات لتوفير بيئة تعليمية مستقرة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
دعم رسمي ورسائل رمزية في مستهل امتحانات الشهادة الإعدادية في بنادر
ظهر العمدة في عدد من المراكز الامتحانية صباح السبت، حيث التقى بالطلاب، واطمأن على سير الإجراءات التنظيمية، وأشاد بجهود المعلمين والإدارات التعليمية. وقال في تصريح رسمي:
“نجاح هذه الامتحانات هو رسالة صمود من مقديشو. التعليم هو سلاحنا في محاربة الجهل والتطرف”.
ويُعد هذا الظهور العلني دعمًا معنويًا للطلبة وأولياء الأمور، كما يعكس جدية السلطات في إعادة بناء المنظومة التعليمية التي تضررت كثيرًا بفعل عقود من الصراعات.
أكثر من 17 ألف طالب وطالبة يؤدون الامتحانات
بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الإعدادية في بنادر هذا العام أكثر من 17,000 طالب وطالبة موزعين على عشرات المراكز في مقديشو. وقد وفرت وزارة التربية بالتنسيق مع إدارة بنادر جميع الترتيبات اللوجستية لضمان سير الامتحانات بسلاسة، بما في ذلك الإجراءات الأمنية، والإشراف التربوي، ومراقبة النزاهة الأكاديمية.
كما أُجريت اختبارات خاصة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، في بادرة تهدف إلى تعزيز الشمولية وضمان حق التعليم للجميع دون استثناء.
التعليم في الصومال: واقع صعب وخطوات إصلاحية
تشير التقارير المحلية والدولية إلى أن قطاع التعليم في الصومال يواجه تحديات كبيرة، أبرزها قلة الموارد، ضعف البنية التحتية، والنقص في الكوادر التعليمية. وعلى الرغم من ذلك، تبذل الحكومة جهودًا لتحسين الجودة التعليمية، من خلال تحديث المناهج، وبناء المدارس، وتدريب المعلمين.
التعليم كأداة للسلام ومكافحة التطرف
في بلد يعاني منذ سنوات من تهديدات أمنية مستمرة، يمثل التعليم أحد أهم الأدوات لبناء السلام وتعزيز الاستقرار. إن دعم الحكومة لامتحانات الشهادة الإعدادية في بنادر في مقديشو يعكس رغبة حقيقية في مكافحة الفكر المتطرف من جذوره، وذلك من خلال توفير بيئة تعليمية آمنة ومشجعة للطلاب. ويعد التركيز على المراحل التعليمية المبكرة جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لخلق وعي مجتمعي يعزز مناعة الأجيال القادمة ضد التطرف والانقسام.
إشادة شعبية ومجتمعية بالخطوة
لقي تدشين امتحانات الشهادة الإعدادية في بنادر دعمًا واسعًا من جانب الأهالي والقيادات المجتمعية، الذين أعربوا عن ارتياحهم لإصرار السلطات على الاستمرار في العملية التعليمية رغم التحديات. واعتبر البعض أن حضور العمدة بنفسه يحمل دلالات رمزية قوية، تؤكد أن الدولة تقف إلى جانب الطالب والمعلم، وتدفع باتجاه بناء دولة حديثة تعتمد على الكفاءة والتعليم لا على السلاح والانقسام. وقد تداولت وسائل الإعلام المحلية صور العمدة بين الطلبة في قاعات الامتحان، ما عكس تأثير الحدث على الوعي المجتمعي.
مع نجاح هذه التجربة في مقديشو، تأمل وزارة التربية والتعليم أن تمتد هذه النماذج الناجحة إلى باقي الأقاليم، وخاصة المناطق التي لا تزال تعاني من هشاشة أمنية. ويطالب المختصون بضرورة تخصيص ميزانيات أكبر للتعليم، وزيادة التنسيق بين الحكومة المركزية والإدارات المحلية، وتوفير حوافز للمعلمين، إلى جانب إطلاق حملات توعية تحفّز الأهالي على تسجيل أبنائهم في المدارس، خصوصًا الفتيات.
وتُعدّ الامتحانات الوطنية مثل الشهادة الإعدادية مقياسًا مهمًا لمدى تقدم هذه الجهود، وفرصة لتقييم الأداء التعليمي وفعالية الخطط الموضوعة.
تعرف المزيد على: المعارضة الصومالية تنتقد آلية اختيار لجنة حقوق الإنسان