في خطوة جديدة تُعكس التغيرات المتسارعة في المشهد السياسي الصومالي، يستعد رئيس الوزراء حمزة عبدي بري لإجراء تعديل وزاري في الصومال هو الثاني من نوعه هذا العام. التحركات الأخيرة تكشف عن توترات متزايدة داخل الحكومة الفيدرالية وسط تنافس بين الأطراف السياسية للسيطرة على الحقائب الوزارية الاستراتيجية، وفي مقدمتها وزارة الخارجية.
رئيس الوزراء حمزة عبدي بري يعتزم وزارة الخارجية على رأس أولويات التعديل
يعتزم رئيس الوزراء حمزة عبدي بري إزاحة وزير الخارجية الحالي أحمد معلم فقي، الذي يُعد من أبرز حلفاء الرئيس حسن شيخ محمود، ونقله إلى وزارة الدفاع. هذه الخطوة تحمل أبعادًا سياسية واضحة، خصوصًا في ظل الدور الحساس الذي تلعبه وزارة الخارجية في رسم السياسات الدولية وبناء التحالفات الاستراتيجية.
ومن المتوقع أن تُسند حقيبة وزارة الخارجية إلى شخصية صومالية أمريكية ذات علاقات قوية مع الحزب الجمهوري الأمريكي. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات بين الحكومة الفيدرالية وإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في ظل إشارات إيجابية من الطرفين نحو تنسيق أوثق في ملفات محاربة الإرهاب والتعاون العسكري.
خلافات داخل الحكومة حول التعيينات
يُواجه هذا التعديل الوزاري المرتقب حالة من التوتر السياسي داخل مؤسسات الحكومة الفيدرالية، خاصة مع احتدام المنافسة بين الفصائل المختلفة حول من يتولى المناصب الحساسة.
رئيس الوزراء حمزة عبدي بري يدفع باتجاه تعيين عبد السلام علي عبدي، نائب رئيس الوزراء الثاني، كوزير للخارجية، مستندًا إلى خلفيته القوية في السياسة الخارجية وخبراته الإدارية. في المقابل، يدعم وزير الدولة علي عمر بلعد، أحد أقرب المقربين من الرئيس حسن شيخ محمود، تعيين شخصية أمريكية صومالية مرتبطة بالحزب الجمهوري الأمريكي.
هذا التباين في الرؤى يُظهر انقسامًا في مراكز القوى داخل الحكومة الفيدرالية، ويعكس في الوقت ذاته مدى أهمية وزارة الخارجية في المرحلة المقبلة.
دعم أمريكي متواصل للصومال في ملف الأمن
الولايات المتحدة تُعد من أبرز الشركاء الدوليين للصومال في مكافحة الإرهاب، حيث تواصل القوات الأمريكية تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وحركة الشباب، كما تقدم الدعم الفني واللوجستي لوحدات القوات الخاصة دنب التي تُعد العمود الفقري في جهود مكافحة الإرهاب داخل البلاد.
وفي سابقة لافتة، نفذ الجيش الأمريكي غارة جوية ناجحة في ولاية بونتلاند، أسفرت عن مقتل مسؤول بارز في تنظيم داعش، وهو ما يعكس عمق التعاون الأمني بين مقديشو وواشنطن.
لماذا التركيز على وزارة الخارجية الآن؟
تكمن أهمية التركيز على وزارة الخارجية في المرحلة الحالية في ارتباطها المباشر ببناء صورة الصومال على الساحة الدولية، وتأمين الدعم السياسي والاقتصادي اللازم في ظل تحديات أمنية واقتصادية خانقة. كما تمثل هذه الوزارة منصة لتوجيه السياسة الخارجية الصومالية نحو تحالفات جديدة، وخاصة مع الولايات المتحدة، لدعم الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
ومن المتوقع أن يلعب التعديل الوزاري الذي أقره رئيس الوزراء حمزة عبدي بري دورًا محوريًا في رسم ملامح المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما تم تعيين شخصية ذات علاقات دولية قوية، بما يُعزز من مكانة الصومال في المحافل الدولية.
التحرك نحو تعديل وزاري في الصومال، وتحديدًا في وزارة الخارجية، يعكس حجم التحديات والتغيرات التي تمر بها الحكومة الفيدرالية في سعيها لتعزيز علاقاتها الدولية ومواجهة التهديدات الأمنية. ومع اقتراب إعلان التعديلات، تترقب الأوساط السياسية والشعبية النتائج المحتملة لخطوة رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، ومدى تأثيرها على استقرار السلطة في مقديشو، وعلى مستقبل العلاقة مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
تعرف المزيد على: الجيش الوطني الصومالي يواصل دحر الإرهاب ويؤمن منطقة ورغاطي