في إطار جهود الحكومة الفيدرالية لتعزيز أداء المؤسسات الحكومية وتطوير البنية التحتية الوطنية، افتتح الرئيس حسن شيخ محمود، يوم الثلاثاء، المبنى الجديد لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في العاصمة مقديشو، وسط حضور رسمي وشعبي يعكس أهمية المناسبة.
تعزيز الاعتماد على الموارد الذاتية
وخلال كلمته في حفل الافتتاح، شدد الرئيس حسن شيخ محمود على أن هذا المشروع يمثل نموذجًا للإرادة الوطنية، ونتيجة للاعتماد على الإمكانات المحلية والتمويل الذاتي، دون الحاجة إلى الاعتماد على الدعم الخارجي. وأكد أن هذا التوجه يمثل حجر الزاوية في سياسة الحكومة الحالية الرامية إلى تعزيز سيادة القرار الوطني والاستقلال المالي التدريجي.
وأشار إلى أن الحكومة تسعى من خلال مثل هذه المشروعات إلى تحسين جودة الخدمات العامة، وخاصة الخدمات المرتبطة بالشأن الديني ورعاية المواطنين، وعلى رأسهم الحجاج والمعتمرين.
إشادة بجهود وزارة الأوقاف
أشاد الرئيس حسن شيخ محمود بالدور الفعّال الذي لعبته وزارة الأوقاف في تنفيذ خططها وتحقيق التزاماتها السابقة، لا سيما فيما يخص تحسين الخدمات المقدمة للحجاج الصوماليين. وأوضح أن الوزارة نجحت في تقليل الأعباء المالية التي يتحملها المواطنون خلال موسم الحج، في خطوة وصفها بأنها تعكس تطوراً ملحوظاً في أداء القطاع الحكومي.
كما عبّر عن امتنانه للكوادر الفنية والمهندسين الذين ساهموا في تنفيذ المشروع رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، مؤكداً أن هذه الروح الوطنية هي ما تحتاجه البلاد لعبور تحدياتها.
رسائل حاسمة في مواجهة الإرهاب
وفي جانب آخر من كلمته، وجّه الرئيس حسن شيخ محمود رسالة حازمة إلى الجماعات الإرهابية، مؤكداً أن الفكر المتطرف لا مكان له في الصومال الحديث. وقال: “من يتخلّى عن الفكر المنحرف، فمرحباً به كمواطن له كامل الحقوق، أما من يُصر على العنف واستهداف الأبرياء وتفجير المساجد، فلا دين له ولا عقل”.
وأضاف أن الدولة لن تتهاون في ملاحقة هذه الجماعات، وأن الأجهزة الأمنية مستمرة في حملاتها للحد من تأثير الفكر الإرهابي الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد.
جولة تفقدية ودعوة لتعزيز العمل المؤسسي
واختتم الرئيس حسن شيخ محمود زيارته بجولة داخل أقسام المبنى الجديد، حيث اطلع على التجهيزات والخدمات التي ستقدمها الوزارة من خلال مقرها الجديد. وعبّر عن رضاه عن جودة التنفيذ، مؤكداً أن هذه المبادرة يجب أن تكون نموذجاً يُحتذى به لبقية الوزارات.
كما دعا إلى تعزيز العمل المؤسسي والاستفادة من هذه الخطوة لتوسيع مجالات التعاون بين وزارة الأوقاف وبقية مؤسسات الدولة في مجالات التعليم الديني، والتوعية المجتمعية، والتصدي للفكر المتطرف بالفكر المعتدل المستند إلى القيم الإسلامية الأصيلة.
الرئيس حسن شيخ محمود يتصدر المشهد السياسي والإداري في الصومال من خلال مبادراته المتنوعة لدعم البنية التحتية، وتعزيز وحدة الدولة، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحرب على الإرهاب. وتشكل زيارته وافتتاحه لمبنى وزارة الأوقاف تأكيداً على التزامه بإصلاح مؤسسات الدولة، وتحسين خدماتها للمواطنين، في إطار رؤية شاملة لبناء دولة قوية حديثة تحترم حقوق الإنسان وتحمي مقدساتها.
تعرف المزيد على: تعزيز أمني تركي في الصومال لمواجهة حركة الشباب