في إطار الجهود العسكرية المستمرة لمكافحة الإرهاب واستعادة السيطرة على المناطق المهددة، نفذت الكتيبة الثامنة من الفرقة 60 بالجيش الوطني، بدعم من كتيبة دراويش ولاية جنوب الغرب، عملية نوعية ضد الخوارج في محافظة باي، أسفرت عن تدمير مواقع رئيسية وتثبيت سلطة الدولة في القرى المستهدفة.
انطلقت العملية النوعية الجيش الوطني ضد الخوارج في محافظة باي بعد جمع معلومات استخباراتية دقيقة عن تحركات المليشيات الإرهابية في عدد من القرى داخل المحافظة. وبناءً على هذه المعلومات، تم وضع خطة عسكرية مشتركة بين وحدات الجيش الوطني وكتيبة الدراويش التابعة لولاية جنوب الغرب، لضمان تنفيذ محكم وتقليل الخسائر بين صفوف المدنيين.
وقد أكد المقدم عبد الرحمن نيشو علي، إلى جانب الرائد أول إبراهيم عبد الله قائد كتيبة الدراويش، أن العملية تمت بنجاح وبكفاءة عالية، مشيرين إلى أنها استهدفت مراكز رئيسية كانت تُستخدم لتنسيق الأنشطة الإرهابية في المنطقة.
أسفرت العملية عن تدمير الجيش الوطني مراكز رئيسية للخوارج، كانت تُستخدم كمقرات لقيادة العمليات، ومخازن للأسلحة، ومراكز لتدريب المجندين الجدد. وتمكنت القوات من شلّ قدرة العدو على إعادة التجمع أو شنّ هجمات مضادة في المنطقة خلال الساعات التي تلت العملية.
ويُعد هذا النجاح العسكري خطوة مهمة ضمن سلسلة من العمليات المستمرة التي تهدف إلى تقويض النفوذ الإرهابي في جنوب غرب البلاد.
الهدف الاستراتيجي: تأمين القرى وتعزيز الحوكمة المحلية
أوضح القادة العسكريون أن الهدف من العملية لا يقتصر فقط على توجيه ضربة أمنية للخوارج، بل يشمل أيضًا تأمين القرى المستهدفة وتعزيز سلطة الحكومة المحلية، من خلال تطهير المنطقة من المسلحين وتمهيد الطريق لعودة الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة والبنية التحتية.
كما شددوا على أن إعادة فرض سلطة الدولة في هذه المناطق سيساعد على منع إعادة تمركز الجماعات الإرهابية مستقبلاً، ويدعم جهود الاستقرار والتنمية على المدى الطويل.
دور حاسم للسكان المحليين في نجاح العملية
في تصريح لوسائل الإعلام، أشار المسؤولون العسكريون إلى أن العملية لم تكن لتنجح لولا الدعم الكبير من السكان المحليين، الذين قدّموا معلومات استخباراتية دقيقة وساعدوا في توجيه القوات إلى مواقع تمركز المليشيات.
هذا التعاون يعكس تصاعد الوعي المجتمعي بخطورة الإرهاب، ويُعد نموذجًا للتكامل بين المواطنين والمؤسسات الأمنية في مواجهة تهديدات التطرف والعنف.
محافظة باي على خط المواجهة
تقع محافظة باي في ولاية جنوب الغرب، وتُعد من المناطق التي شهدت نشاطًا مكثفًا للخوارج خلال السنوات الماضية، نظرًا لموقعها الجغرافي الذي يُشكل نقطة عبور واستراتيجية اتصال بين عدة مناطق ريفية.
وعملت الحكومة الصومالية، بالتعاون مع الجيش الوطني، على تنفيذ سلسلة من الحملات الأمنية والعسكرية لتجفيف منابع الإرهاب في المنطقة، وتُعتبر العملية النوعية ضد الخوارج في محافظة باي واحدة من أنجح هذه الحملات حتى الآن.
مرحلة جديدة من الحسم العسكري في الجنوب
تُمثل العملية التي نُفذت في باي خطوة مهمة نحو إعادة الاستقرار إلى الجنوب الصومالي، وتعكس تطورًا ملحوظًا في كفاءة وتنسيق القوات المسلحة مع القوات المحلية. كما تعكس حجم الإرادة الشعبية في مواجهة الإرهاب، ورفض الأهالي لهيمنة الجماعات المتطرفة على أراضيهم.
وفي ظل هذا النجاح، يتوقع المراقبون أن تواصل الحكومة عملياتها العسكرية في مناطق أخرى، في إطار الحملة الوطنية الهادفة إلى تحرير البلاد بالكامل من الخوارج واستعادة الأمن والسلام للمواطنين.
تعرف المزيد على: استخراج المياه الجوفية يتسبب في غرق مدن أمريكية ببطء و34 مليون شخص في خطر