في خطوة تاريخية تعكس التقدير المتنامي للهوية الثقافية واللغوية للشعب الصومالي، أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في المملكة العربية السعودية عن اعتماد اللغة الصومالية رسميًا كإحدى لغات الترجمة الفورية لخطبة يوم عرفة لعام 1445 هـ/2025 م.
ويأتي هذا القرار ضمن إطار جهود المملكة لتوسيع دائرة الوصول إلى رسالة الحج وتيسير فهم الخطبة لجميع المسلمين حول العالم، خصوصًا في ظل وجود ملايين المسلمين من غير الناطقين بالعربية، الذين يمثلون تنوعًا لغويًا وثقافيًا غنيًا في موسم الحج.
لغة ذات حضور ديني وثقافي راسخ
تمثل اللغة الصومالية وسيلة تواصل روحي وثقافي لأكثر من 20 مليون ناطق في القرن الإفريقي، إضافة إلى الجاليات الصومالية حول العالم. ومع إدراجها ضمن لغات الترجمة الفورية لخطبة يوم عرفة، يرتقي حضورها من مجرد لغة إقليمية إلى أداة فاعلة لنقل رسالة الحج والمقاصد الدينية الكبرى لشعيرة الوقوف بعرفة.
ويُعد هذا الاعتماد اعترافًا رسميًا من أحد أقدس المنابر الإسلامية بمكانة الشعب الصومالي، ودوره المتجذر في خدمة الإسلام، علمًا ودعوة، فضلًا عن كونه يعزز من مكانة اللغة الصومالية على الساحة الدولية.
أثر الخطوة على الحجاج الصوماليين
بالنسبة للحجاج الصوماليين، الذين يتوافدون سنويًا بالآلاف إلى الديار المقدسة، فإن هذه الخطوة تمثل تحولًا نوعيًا في تجربتهم الروحية. فلأول مرة، سيتمكنون من الاستماع إلى خطبة يوم عرفة بلغتهم الأم، ما يعزز الفهم والتأثر برسائلها العميقة التي تحث على التوحيد، والتسامح، والدعاء، والتقوى.
كما من شأن هذا القرار أن يسهم في دعم جهود التوعية بالحج بين الحجاج الصوماليين، لا سيما كبار السن ومحدودي الثقافة العربية، مما يقلل من احتمالات الالتباس أو الخطأ في أداء الشعائر.
تقدير رسمي وشعبي واسع في الصومال
لقي إعلان اعتماد اللغة الصومالية في خطبة عرفة ترحيبًا واسعًا في الأوساط الرسمية والشعبية الصومالية. فقد أعربت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عن امتنانها العميق للسلطات السعودية على هذه المبادرة التي وصفتها بـ”التاريخية”، مؤكدة أنها تجسد الاحترام المتبادل بين الشعوب الإسلامية.
في المقابل، تفاعل العديد من رواد التواصل الاجتماعي الصوماليين مع الخبر بفخر واعتزاز، معتبرين أن هذه الخطوة تعكس اعترافًا عالميًا بمكانة اللغة الصومالية كجسر للتواصل الديني والثقافي.
رسالة تسامح وشمولية من مكة إلى العالم
تعد مبادرة الترجمة الفورية لخطبة عرفة واحدة من أبرز مشروعات الحرمين الشريفين التي تعكس روح التسامح والانفتاح في الإسلام. ويصل عدد اللغات التي تُترجم إليها الخطبة الآن إلى أكثر من 20 لغة، ما يعكس حرص المملكة على إيصال مضامين الخطبة إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين من مختلف الخلفيات.
ويأتي اعتماد اللغة الصومالية كترجمة رسمية في هذا السياق ليؤكد مجددًا أن موسم الحج ليس فقط شعيرة دينية، بل أيضًا مناسبة لتجسيد وحدة الأمة الإسلامية بتنوعها اللغوي والثقافي.
تعرف المزيد على: لقاء صومالي جيبوتي لتعزيز الأمن والتعاون الثنائي