في خطوة قد تُحدث تحولًا جذريًا في صناعة الإعلانات الرقمية، أعلنت شركة “ميتا” عن خطتها لأتمتة الإعلانات بالكامل بالذكاء الاصطناعي بحلول نهاية عام 2026. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين المعلنين من إنشاء حملات إعلانية متكاملة بمجرد تقديم صورة للمنتج وتحديد الميزانية، حيث سيتولى الذكاء الاصطناعي توليد المحتوى الإعلاني وتحديد الجمهور المستهدف وتقديم توصيات الميزانية.
أدوات إعلانية مدعومة بالذكاء الاصطناعي
تعمل “ميتا” على تطوير أدوات جديدة لأتمتة الإعلانات بالكامل بالذكاء الاصطناعي تتيح للمعلنين إنشاء محتوى إعلاني يشمل الصور والفيديو والنصوص، مع تحديد الجمهور المستهدف وتوصيات الميزانية. تُستخدم هذه الأدوات حاليًا بشكل محدود، ولكن الشركة تخطط لتوسيع نطاقها لتشمل جميع المعلنين بحلول عام 2026. تُعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ لجعل عملية الإعلان أكثر كفاءة وفعالية.
استثمار ضخم في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
تعتزم “ميتا” استثمار ما يصل إلى 65 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، بما في ذلك بناء مركز بيانات ضخم وزيادة التوظيف في فرق الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الاستثمارات إلى دعم تطوير أتمتة الإعلانات بالكامل بالذكاء الاصطناعي وتعزيز قدرات الشركة في هذا المجال.
تغيير قواعد اللعبة في الإعلان الرقمي
تسعى ميتا إلى تغيير قواعد اللعبة الإعلانية من خلال إلغاء الحاجة إلى تدخل بشري مباشر في تصميم الحملات. واستخدام أتمتة الإعلانات بالكامل بالذكاء الاصطناعي هذا التوجه يُمكّن الشركات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى أدوات تسويق قوية دون الحاجة لفريق إبداعي متكامل. فبدلًا من قضاء أسابيع في صياغة الرسائل الإعلانية وتصميم المواد، سيتمكن أصحاب الأعمال من تشغيل حملاتهم في غضون دقائق.
بفضل قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، سيتمكن النظام الجديد أتمتة الإعلانات بالكامل بالذكاء الاصطناعي من تحليل بيانات سلوك المستخدمين وتقديم توصيات دقيقة بشأن أفضل الأوقات والمنصات والعروض التي تحقق أعلى عائد استثماري (ROI). هذا التحول سيمنح الشركات فرصة لتقليل الهدر الإعلاني وزيادة التأثير في السوق المستهدف، ما يعني أن أتمتة الإعلانات لن تكون مجرد توفير للوقت، بل تحسين للنتائج أيضًا.
رغم التفاؤل بهذه التقنية، هناك تساؤلات جادة بشأن مصير مهن كثيرة في قطاع الإعلانات، خاصة تلك المتعلقة بالتصميم، وصياغة النصوص الإعلانية، والتحليل الاستراتيجي. يرى بعض المحللين أن أتمتة الإعلانات بالكامل بالذكاء الاصطناعي قد تُحدث موجة من إعادة التأهيل المهني، حيث يصبح من الضروري للمتخصصين في الإعلان التكيف مع أدوات الذكاء الاصطناعي أو المخاطرة بخسارة وظائفهم.
الأمان والخصوصية في زمن الإعلانات المؤتمتة
مع تزايد الاعتماد على البيانات الضخمة، تزداد المخاوف بشأن الخصوصية وسلامة بيانات المستخدمين. ميتا، التي واجهت سابقًا انتقادات حادة بسبب تسريب البيانات، ستكون أمام اختبار حقيقي هذه المرة. فنجاح خطتها يرتبط جزئيًا بقدرتها على ضمان استخدام البيانات في الإعلانات دون انتهاك خصوصية الأفراد أو تعريضهم للاستهداف العشوائي أو التلاعب السلوكي.
سوق الإعلانات العالمي يستعد للتغير
من المتوقع أن تُحفّز خطة ميتا شركات التكنولوجيا الأخرى مثل غوغل وأمازون على تسريع تطوير أدواتها الإعلانية المؤتمتة، مما سيُشعل سباقًا عالميًا نحو أتمتة الإعلان بالكامل. في الوقت نفسه، قد تظهر أدوات بديلة من شركات ناشئة تركز على تقديم حلول أكثر شفافية ومرونة، ما سيعيد تشكيل السوق ويوفر للمعلنين بدائل أوسع وأكثر تنوعًا.
على الرغم من الفوائد المحتملة لأتمتة الإعلانات، إلا أن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليل دور الوكالات الإعلانية التقليدية وفقدان السيطرة على جودة المحتوى الإعلاني. كما أن بعض المعلنين يعبرون عن قلقهم من أن الإعلانات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي قد لا تكون بنفس جودة الإعلانات التي يتم إنشاؤها بواسطة البشر.
تمثل خطة “ميتا” لأتمتة الإعلانات بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في صناعة الإعلانات الرقمية. بينما تعد هذه الخطوة بتوفير الوقت والموارد للمعلنين، إلا أنها تثير أيضًا تساؤلات حول مستقبل الإبداع البشري في مجال الإعلان. سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تأثير هذه المبادرة على صناعة الإعلانات ككل.
تعرف المزيد على: حزب ودجر يعترض على آلية اختيار لجنة حقوق الإنسان المستقلة في الصومال